مدير مدرسة CISA في أنغولا د. عماد طه: تجربة التعلم عن بعد فاشلة... وإن استمرت سنخسر جيلًا كاملًا وبخاصة في لبنان!

خاص | باميلا فاخوري | Friday, September 17, 2021 6:20:00 PM

اليوم وحيث تشارف الكثير من المدارس على تشريع أبوابها، أو شرعتها في وقتٍ سابق، للتلامذة بعد عامين على الإغلاق الذي فرضته كورونا، تطرح الكثير من الأسئلة حول تجربة التعلم عن بعد والذي يتخوف العالم من اضطراره للرجوع إليها مع موجة جديدة أقسى محتملة لكورونا. فعلى الرغم من التلقيح الذي يسري بوتيرة متسارعة، يبقى الكثير من مواطني كوب الأرض غير ملقحين، وإلى حين تلقيحهم، من الممكن أن يكونوا عرضة للإصابة بكورونا ونشر العدوى. ولتقييم تجربة التعليم عن بعد، تواصل موقع DiasporaOn مع مدير مدرسة CISA في أنغولا د. عماد طه.

في السياق، أشار طه إلى أنّ "الإثنين كان اليوم الاول لمدرسة CISA الدولية، وقد بدأنا الثلاثاء التعليم بالإستناد إلى الخطة التدريسية التي اعتمدناها" مضيفًا أنّ "نسبة الحضور كاملة، وذلك بناءً على قرار وزير التربية في أنغولا بأن تفتح جميع المدارس أبوابها. وهذا القرار شديد الأهمية نظرًا لان التلامذة أنهكوا من جراء التعليم الإفتراضي المتقطّع على مدار عامين".

و أوضح أنه " من المفترض بالمدارس أن تتبع التدابير التي اتخذتها وزارة الصحة، بدءًا من التباعد، فتحديد عدد الاولاد في الصف. والأمور تسري على خير ما يرام، وإقبال التلامذة فاق توقعاتنا ولا نعرف أسبابه. فضلًا عن ذلك فالأهل أيضًا انهكوا من تجربة التعلم عن بعد، والكثير من العائلات غادروا لبنان وباتوا اليوم في أنغولا وسائر دول العالم".

وشدد طه على أنّ "وزارة الصحة الأنغولية لم تفرض التطعيم على التلامذة ليتمكنوا على الأثر من دخول المدرسة، إنما فرضتها على الجسم التعليمي بأكمله، بدءًا من الهيئة التعليمية وصولًا إلى الإدارة وموظفي التنظيف".

واستبعد العودة إلى التعليم عن بعد، على اعتبار أنّ "هناك توصية من منظمة الصحة العالمية أو من الأونيسكو وتحذير يفيد بأنّ لا يستمرّ التعليم عن بعد للسنة الثالثة على التوالي، ذلك أن الدول غير متكافئة بين بعضها البعض في ما خصّ تأمين اللوجستيات والتجهيزات. والدولة الأنغولية لا تمتلك الموارد الكافية لتعود إلى التعليم عن بعد".
و أضاف: "بالنسبة لـ CISA، فهي مدرسة رقمية بامتياز إذ التلامذة لا يحملون الكتب الورقية بل الكتب الرقمية، قبل اجتياح كورونا العالم، وطلابنا يستخدمون الحاسوب اللوحي Ipad وينطبق الأمر عينه على الأساتذة، كما نستعمل الألواح الذكية والتواصل والتنسيق يسريان بالشكل اللازم بين الأساتذة وطلابهم، والهدف من الرقمنة تسجيل مجريات الدروس في الصف".
و تابع: "كانت مدرستنا مجهزة بالكامل لتكون إفتراضية وجاءت التجربة عن بعد بما لا يتناقض مع وضعنا، بيد أننا نناهض فكرة التعليم عن بعد، لأن هنالك فارقًا كبيرًا بين المدارس المهيئة سلفًا وتلك التي تجتاج تجهيزاتٍ كثيرة لترقى إلى المستوى الرقمي".
هذا ورأى أنّ "التعلم عن بعد هو حلّ مؤقت لمشكلةٍ موجودة ودام. واستمراره لسنوات ثلاث سلبيٌّ للغاية فهو يؤثر بشكل رئيسيّ على المستوى التعليمي. ويمكنني وبقلبٍ قويّ الإقرار بأنّ هذه التجربة فشلت. والمفترض بالمدارس أن تعود إلى سابق عهدها، وأن تتخذ التدابير اللازمة، ولو فيها مخاطرة، فنحن اليوم نخسر جيلًا برمته إذا استمرينا بالتعليم عن بعد بخاصة في لبنان".
وذكر في الختام بأن أستاتذة CISA يحظون بالتدريب اللازم إذ لديها مركز يعنى بالتدريب وهذا يأتي نقطة إيجابية في رصيدها.

الأكثر قراءة