مغتربة لبنانية عادت من أفريقيا الى لبنان لتكمل حياتها مع شريكها ولكن... جومانا كوسا: سأعود الى أفريقيا لتأمين مستقبل أولادي وسأكون صوتا تغييريا في الانتخابات !

خاص | حنين السبعلي | Saturday, September 18, 2021 6:41:00 PM

حنين السبعلي 

تعثَّرت مؤسسات الدولة اللبنانية بسبب النظام الطائفي، وظلَّت البلاد تعتمد على حفنة من الزعماء الطائفيين الذين عادة ما يرثون الحكم من آبائهم ويستخدمون الطائفية فزاعة لتحقيق مصالحهم.
وبعد الحرب الأهلية، سيطر قادة الميليشيات السابقون على مختلف الوزارات الحكومية والمؤسسات العامة، ووسعوا شبكات المحسوبيات الخاصة بهم إلى أعماق الدولة. ولا تزال الوظائف الحكومية والعقود والموارد الأخرى تخصص حسب الطائفة؛ وهي عملية "محاصصة".
وحتى اليوم، يلجأ القادة اللبنانيون إلى استراتيجية تبنّوها على مدى عقود، وهي إلقاء اللوم على السياسيين الأخرين ، ونظام فاسد خارج عن سيطرتهم، وإذا فشل كل شيء آخر، فيتم إلقاء اللوم على القوى الخارجية والمحرضين.
هذا رأي مغتربة لبنانية، هاجرت الى افريقيا مع عائلتها في التسعينات، اذ منذ ذاك الوقت النظام اللبناني لم يتغيّر الا الوجوه فقط. جومانا كوسا، تعرّفت الى شريك حياتها في احدى رحلاته الى أفريقيا، أحبّته وقررت أن تعود معه الى لبنان. درست وتزوّجت واستقرت في وطنها الام.
وفي حديثها لموقع diasporaOn، أشارت كوسا الى ان الحياة في افريقيا لا تشبه لبنان أبدًا، فالنظام يملأ شوارعها، ولا يمكن للناس أن تتخطّى القانون. عند عودتها الى لبنان شعرت بفرق كبير وكان صعب عليها التأقلم بعد سنين عديدة.

قالت كوسا: "لو عدنا بالزمن الى الوراء لرأينا أن لبنان امتلأ فيه الفساد ولكن كان لا يزال البلد صامدًا، ولكن في السنوات الاخيرة بات الوضع غير مقبول، فالناس تحتكر الناس، والسياسيون يحتكرون الشعب. "كلّو فايت ببعضه"، ليس هناك أمل بالتغيير، فوفق كوسا؛ "عندما قررت عائلتي الهجرة الى بلاد الاغتراب كان البلد ينهار شيئًا فشيئًا، واليوم البلد انهار باكمله".
واضافت: "هذه الطبقة السياسية تأبى الرحيل الّا في آخر أنفاسها، بعد أن تقتل احلام اللبنانيين باكملهم، وتهدم مستقبل شباب بات خروجهم من الوطن أمر مستحيل".
وتابعت: "استحوا عدمكن"، الشعب اكتفى من سرقاتكم، وبات يعي أن كل واحد منكم اكذب من الآخر.
امّا عن الانتخابات النيابية المرتقبة، فأوضحت أنها ستشارك فيها لتكون صوتا من أصوات التغيير في هذا البلد، ولكي تعتزل هذه الطبقة السياسية عن "الكرسي" التي تعتبره ملكًا لها.
وفي ختام حديثها لموقعنا، اعلنت أنها تريد العودة الى أفريقيا اليوم أكثر من الغد، اذ ان الوضع بات غير محمول. وقالت: "لا أريد أن ينهدم مستقبل أولادي أمام عيوني ولا يكون بيدي حيلة، بل سأخرجهم من هذا الوضع الشنيع وأعود الى بلاد النظام والحضارة".

الأكثر قراءة