مشاريع إفطار الصائمين تمول إغترابيّاً وتحضّر في لبنان

خاص | | Thursday, March 16, 2023 3:41:00 PM

 

لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، فالوضع الإقتصادي والإجتماعي في لبنان بات في أسوأ أحواله، والشعب اللبناني بات يفكر كالساسة، ينتظر إتيان الفرج عبر تسوية خارجيّة، فيما قلب المغترب على أبناء بلده المقيمين في لبنان، فتارة تراه يرسل التحويلات لسد حلجات من يحتاجها، وتارة مساعدات غذائة وتارة أدوية وما شابه، وحده المغترب الذي يتحرك فعلاً على الأرض، ووحده من لا يقبل بأن يجوع أبناء بلده، فيما ساسة البلد يسوق كلٌّ منهم لرئيسه، وكأنّه سلعةٌ يريد كسب المال من بيعها.

على حاله هو الوضع في لبنان، على أبواب شهر رمضان المبارك، فالجميع يناشد المغتربين للمساعدة في جبر واطر الصائمين الذين لا يملكون ثمن إفطارهم، والمغتربون لم يقصروا ولن يقصّروا، فمنهم من يرسل الأموال للجمعيّات في لبنان لتؤمن الحصص الغذائية، ومنهم من يتكفل بثمن اللحوم أو الخضار أو حاجيات الإفطار، ومنهم من يرسل المال النقدي، وللحقيقة ما يفعله المغتربون وما رأيناه بأم العين لا يوصف، وكأنهم رموا على كاهلهم كل الحمل الثقيل الذي تخلت عنه الدولة، ولا يقبلون رؤية أبناء بلدهم يعيشون مر العذاب في أيام الصيام.

موقع Diaspora on تواصل مع محمد الحاج علي أحد الفاعلين بمشروع إفطار الصائم في منطقة النبطية، والذي يعتمد بشكل مباشر على تبرّعات المغتربين، إذ أكّد أن " المغتربون يرسلون لنا ما نحتاج من المال لأجل إطعام العائلات المتعففة، ومشروعنا قائم على تبرعاتهم، وبفضلهم نجهز لمساعدة 500 صائم كل يوم في لإفطارهم، ناهيك عن المؤن الغذائية وغيرها من المساعدات".

بعد محمد، تواصلنا مع المغترب اللبناني في الغابون، هادي عطوي، الذي لفت إلى أن " لا يستطيع المغترب أن يتوانى عن مساعدة أهل بلده في هذه الظروف الصعبة، ومن واجب كل مغترب المساهمة ولو بالقليل كي نكون على قدر المسؤولية، ونرسم البسمة على وجوه أهلنا عن الإفطار".

وأشار إلى أن " الجالية هنا وبعض المجموعات الشبابية، يعملون ليلاً ونهاراً على تأمين المال من المقتدرين، وجمعه لإيصاله إلى الشباب الذين نذروا أنفسهم لخدمة الصائمين في لبنان، ومن ثم يتم ترتيب الحصص والمال بحسب حاجة كل بيت، ويرسلون لنا ما يحتاجون لنمدهم بالمال على قدر استطاعتنا".

وأضاف: " في لبنان سعر اللخمة تخكى المليون وسعر الخضار يحلق فوق السحاب، وكل ما يحتاجه الصائم سيرفع التجار سعره مع بداية شهر رمضان، لهذا علينا العمل لنؤمن الإفطار الكريم لكل من يحتاج، ونقف بوجه الغلاء لينعم أهلنا بالراحة في هذه الأيام".

لا شك في أنّ يد المغترب هي يد العون التي يمدّها الله للبنانيين في هذه الأيّام، ولا شك أنهم أهل الخير ومغتربينا أصحاب أياد بيضاء لطالما كانت ممدودة للخير.

الأكثر قراءة