الأزمة بدأت تؤثّر بشكل مباشر على المغتربين.. المغترب محمد ياسين: اغتربنا بأقل الرواتب ولحقتنا الأزمة إلى حيث نحن

خاص | | Saturday, March 18, 2023 10:25:00 AM

 

لطالما تحدثنا في مواضيعنا اليومية عن وضع لبنان وعلاقة الأزمة بشكل مباشر مع المغتربين، ولطالما حذرنا من أن استمرار الإنهيار الإقتصادي في لبنان، سيصل إلى جيب المغترب مهما كان بعيدا بالمسافة عن لبنان، فكل مغترب لديه مسؤوليات في لبنان، إن كان أهله أو عائلته أو من يحتاج في محيطه، لذلك فإن ارتفاع الدولار ومعه أسعار المحروقات، إضافة لغلاء أسعار السلع، يزيد حاجة اللبناني للتحويلات، وخصوصاً بعد دولرة السلع، وهذا الأمر جعل جميع المغتربين في قلب الأزمة الإقتصادية.

على مدار أربع سنوات من الأزمة الإقتصادية في لبنان، كان المغتربون بعيدون عنها إلى حد ما، إذ أن مع بداية الأزمة كان تحويلة مئتي دولار شهرياً من المغترب تجعل العائلة تعيش براحة طوال الشهر، لكن مع دولرة الأسعار ورفع الدعم عن الأدوية والإستشفاء والطبابة والمحروقات وغيرها، باتت العائلة المؤلفة من ثلاثة أشخاص تحتاج على الأقل 600 دولار لتعيش حياة متوسطة في ظل ما يحصل، وهذا ما زاد من الضغط المالي على المغترب وجعله في صلب ما يحصل، إذ أصبح يريد إرسال أضعاف ما كان يرسله مع بدء الأزمة، وهذا بالطبع سيجعله يتاثر من الناحية المالية.

كل لبناني أينما كان في بقاع الأرض، طالته الأزمة الإقتصادية، وإن كان المغتربون هم الرئة التي تنفس منها المقيم على مدار سنوات من الأزمة، فإن الغلاء وارتفاع الدولار سيجعلان هذه الرئة تتعطل أو ربما يقلّ عملها، فبعد عضهم على جرحهم بعد أن خسروا مالهم في البنوك اللبنانية، ها هم المغتربون يدخلون الأزمة من بابها العريض، وغذ استمر الوضع على ما هو عليه، سيخسر لبنان والمقيمين فيه التحويلات التي كان يرسلها المغتربون بسبب وصول الأزمة إليهم.

موقع DIASPORA ON تواصل مع المغترب اللبناني في دبي محمد ياسين، الذي لفت إلى أن " سافرت بـ 700 دولار في بداية الأزمة، وكنت أرسل شهريّاً 300 دولار لأهلي، لكن الآن، بعد شعورنا بالإنهيار الفعلي، باتت الـ 700$ لا تكفي ليعيش أهلي وإخوتي حياة كريمة، وبت على وشك ترك الغربة والعودة إلى لبنان لأنه من غير المنطقي أن لا أستفيد ن سفري وفي نفس الوقت أهلي لا يكفيهم 700 دولار بسبب أقساط المدارس لإخوتي الصغار، ومصاريف البيت التي باتت أسعارها خالية".

واشار إلى أن " السلطة في لبنان لم تدعنا نعيش بسلام في لبنان، وحتى عندما اغتربنا بأقل الرواتب لحقتنا أزمتها إلى حيث نحن، وها هي الأزمة تدفعني لتوضيب أغراضي والعودة إلى لبنان والبدء بالبحث عن فرصة جديدة تؤمن لي مستقبلي وتساعدني على تأمين حياة كريمة لأهلي وإخوتي".

وأضاف: " الحياة هنا تحتاج مالاً كثيراً، فدبي معروفة بغلائها، وعلى الأفل أحتاج 500 دولار لأعيش حياة أقل من متوسطة هنا، وإن كان راتبي يئهب كله إلى أهلي فإنني لا أستطيع الإستمرار ولا أستطيع ترك أهلي يكافحون الأزمة دون أن يأتي كفاحهم بجدوى".

وأردف: " لا أعرف ماذا أقول عن هذا الحال، لكنني اصبحت متأكّداً أن استمرار الأزمة في لبنان سيساهم بإفقار كل لبناني مهما كان بعيداً عن لبنان".

الأكثر قراءة