مغتربون يفتقدون الإفطارات والسهرات الرمضانية اللبنانية.. ومتفائلون باستعادتها يوماً ما..

خاص | | Wednesday, March 29, 2023 3:36:00 PM

 

لطالما عادت بنا ذكريات رمضان إلى أيام خلت في لبنان، ولطالما تذكرنا اجتماع العائلات والتسامر في السهرات الرمضانية، لكننا لم نعتقد أن هناك يوم سيأتي وتكون العائلات التي كانت تجتمع على سفرة رمضان، تجتمع فقط عبر فيديو الهاتف، ولم نكن لنتوقع أن يصبح الإفطار المشترك، مجرد ذكرى تجول في أذهاننا بعد أن هاجر أعضاء طاولة الإفطار. هكذا أصبح الواقع في لبنان، فالأزمة الأقتصادية أرخت بظلالها حتى على السعادة والتجمعات العائلية، وبات كل فرد من أفراد العائلة يقضي رمضان وحده بعيداً عن أجواء الألفة التي لطالما اشتهر بها كل لبناني.

جلنا على عدة منازل عند وقت الإفطار، ورأينا مشهداً وحيداً يتكرر مع دخولنا كل البيوت التي زرناها، وهو أن الأم تعمل في المطبخ وفي الوقت ذاته هاتفها على أذنها تعلم إبنها المغترب طريقة تحضير الإفطار بتفاصيله، وكأنها تعيش معه وتحضر له الطعام بيدها، من دون نسيان الدموع التي تنهمر بشكل خجول على خديها من شدة الشوق والفقدان لوجود إبنها إلى جانبها.

موقع Diaspora on تواصل مع المغترب في غانا علاء جمول، الذي لفت إلى أن " من الصعب وصف حياة المغترب في شهر رمضان، فهي مختلفة جداً عما كنا نعيشه في لبنان، إذ أننا ربينا وكبرنا على الجمعات العائلية في افطارات رمضان وسهراته، وفجأة وجدت نفسي وحيداً بعيداً أصوم دون الشعور بأجواء الألفة التي كنت قد تربين عليها منذ الصغر".

وأشار إلى أن " الأزمة في لبنان لم تهجرنا أو تؤذينا فحسب، إنما سلبت منا عاداتنا وجلساتنا وفرضت علينا العيش بعيدين عن الشعور بجمال الصيام في كنف العائلة، وبتنا مضطرين على التفرق كلٌّ في بلد مختلف عن الآخر باحثين عن هدف مشترك، وهو العيش بكرامة حتى ولو كنا بعيدين كل البعد عن بلدنا، فنحن تشردنا وخسرنا العيش في لبنان من كل جوانبه، فلم نعد نستطيع الإجتماع على سفرة مميزة يملؤها الحب قبل أن يملؤها الطعام، ولم نعد نستطيع انتظار المسحّر لرؤيته وكأنه ملاك من الجنة، فكل الجوانب الرمضانية التي ربينا عليها أصبحت الآن مفقودة، وأصبحنا نعيش على آمال تحمل إلينا بشرى خروج البلد من أزمته علنا نستعيد شيئا من بريق ذكرياتنا التس لا تنئى.

وفي السياق نفسه، لفت المغترب في الكونغو جاد كلاس، إلى أن "الحياة اختلفت ونسينا أيام لبنان الجميلة، وأصبحنا مضطرين على العيش في مكان بعيد لا يشبه عاداتنا ولا بيئتنا، والإبتعاد عن أيامنا الجميلة، فمن الصعب أن لا أجد نفسي مع العائلة عند الإفطار، لكن علينا التضحية بأغلى مشاعرنا وأحاسيسنا لنؤمن مستقبلنا على نعود يوماً إلى لبنان ونفتخر به أنه بلدنا".

بدورها شددت المغتربة في كندا رنا رضا، على " ضرورة عدم اليأس من الذكريات، والسعي للعمل على استعادتها مهما كان الثمن، لكننا علينا التحلي بالصبر، وأن نكون واثقين أن إصرارنا وصبنا سيكونان السبب في عودتنا إلى بلدنا وذكرياتنا وتقاليدنا".

كل مغترب يفتقد للجلسات الرمضانية، وكل مغترب يمني النفس لو أنه يستطيع أن يكون بين أهله عند وقت الإفطار، لكن الظروف حكمت على البعض بالهجرة، لكن حكمها لن يكون مؤبداً، وستعود العائلة لتلم شملها في القريب من الأيام".

الأكثر قراءة