على الرغم من بعدهم عن لبنان، الى انهم يطلعون على كل تفصيل يحدث فيه على مختلف المستويات، فالمغتربون على تواصل يومين مع اهلهم في لبنان، يطلعون على احوالهم، يعرضون خدماتهم، يساعدون من يحتاج، يطمئنون عن حالة الخوف التي يعيشونها في ظل ما يحدث من قلق ازاء الحرب الدائرة يوميا في جنوب لبنان.
المغتربون لم يفكروا للحظة انهم في مأمن من الحرب في بلاد المهجر، بل يعيشونها لحظة بلحظة، فمن يعاني من رعبها هم ابناء بلدهم الجنوبيين، ويأخذون على عاتقهم المساعدة، بالمال او ارسال الدواء او المساعدة في دفع ايجارات المنازل للعائلات النازحة من جراء القصف الذي يطل مختلف البلدات الحدودية.
موقع Diaspora on تواصل مع المغتربة في قطر جنان عبدالله، التي لفتت إلى ان " الغربة والعيش بأمان لا يعني انقطاعنا عن اهلنا في لبنان، وعن متابعة التفاصيل الدقيقة لما يحصل لهم خصوصا في الجنوب، فأمنهم من أمننا، ولا نستطيع تجاهل خوفهم وصمودهم ومواجهتهم، فهم يصمدون لتبقى الارض التي سنعود اليها يوما ما".
وأشارت الى ان " عملت على اخراج اهلي من الجنوب تحسبا لتدهور الاوضاع، والعائلات التي اعرف انها لا تملك القدرة على الاستئجار عملت على تأمين مساعدة على قدر المستطاع لتأمينهم في مكان آمن لا يتعرضون فيه لعناء النزوح، فهؤلاء ان لم يكن يربطنا بهم صلة دم، يربطنا بهم صلة الوطن، فنحن واياهم من ذات الوطن، والعماء الذي يتعرضون له يصيب كل مغترب في صميمه".
وأردفت: " هناك مرضى يحتاجون لأدوية قد ينقطعون منها في حال تدحرج الأوضاع، لذلك علينا ان نرسل الى لبنان الادوية لاصحاب الأمراض المزمنة، كي لا تزهق ارواحهم من فقدان الدواء وكي لا نعيش مأساة غزة التي ابكت كل انسان يملك ضميرا حيا".