على وقع المواجهات الدائرة منذ اربعة اشهر في جنوب لبنان، دخل البلد في ازمة نزوح تكاد تشكل كارثة فعلية، في ظل غياب الدولة، والانهيار الاقتصادي الذي يضرب لبنان منذ عدة سنوات، فأكثر من مئة الف مواطن نزحوا من بلدات الجنوب الحدودية الى اماكن اكثر امنا، لكن واقع هذا النزوح يشكل ارباكا كبيرا للمغتربين، اذ بات على عاتقهم تحمل ايجار منزل عائلتهم النازحة، ومصروفها بالكامل، بعد ان توقفت كل الاعمال في مناطق المواجهات.
بعد الازمة الاقتصادية التي ضربت لبنان في اواخر العام ٢٠١٩، عمل المغتربون على اسناد اهلهم بعدة مئات من الدولارات، لتصبح العائلة قادرة على العيش من خلال جمع المال المرسل ومال عملها في لبنان، لكن بعد فتح جبهة الجنوب واشتعال الحرب ونزوح العائلات، بات المغترب مجبرا على تحمل اعباء كامل مصاريف العائلة النازحة لابعادهم عن العناء بعد ان تركوا بيوتهم قسرا، وهذا يشكل ازمة على المغتربين اصحاب الدخل المحدود.
الشباب المسافر لقاء راتب محدود وقليل الى حد ما، بات يعمل لسد عجز عائلته النازحة، ليس لتامين مستقبله، ويكاد ان يصل بعض المغنربين الى ارسال ٦٠٠ دولار الى لبنان، والعيش لشهر كامل في الغربة بمئة دولار، وهذا لا يجعل المغترب غير قادر على التفكير في مستقبله فحسب، بل يجعله غير قادر على العيش، وذلك تضحية منه لاجل عائلته، لعدم تكبدها عناء النزوح ومرارته.
توقف الاعمال في جنوب لبنان بسبب الحرب، لم يؤثر فقط على اصحاب المصالح، بل اثر على ابنائهم المغتربين، الذين اخذوا على عاتقهم تحمل مستلزمات العائلة ولو على حساب عيشهم وراحتهم.