قصّة نجاح- هل تصدّقون أن يكون الممثل الأميريكي داني توماس ومؤسس مستشفى سانت جود هو نفسه آموس مزياد يعقوب كيروز؟

مغتربون | | Monday, November 23, 2020 10:07:00 AM

في 4 شباط من العام 1962، رفع الممثل الأميركي من أصل لبناني داني توماس (كيروز)، ابن بشري، الستارة عن تمثال سانت جود، وفتح رسمياً أبواب مستشفى سيصل صداه في ما بعد إلى كل أنحاء العالم، وهو مستشفى سانت جود المخصص لسرطان الأطفال.

هل تتذكرون الممثل الكويدي الأميركي داني توماس؟ يجهل كثيرون أنّ داني توماس هو نفسه آموس مزياد يعقوب كيروز، لبناني من قضاء بشري.  والعلامة أنّه هو المؤسس لمستشفى Saint Jude المخصص لعلاج مرضى السرطان. هاجرت عائلته منذ زمن بعيد لتعمل في التجارة ولكنه إختار لنفسه طريقاً آخر، حيث ما لبث أن رفعه إيمانه الى مرتبة النجوم، فأصبح أحد اشهر النجوم الذين يظهرون على شاشة التلفزيون الأميركي، ويقفون على خشبة المسرح في أقوى التمثيليات.

 ولد توماس في 6 كانون الثاني 1914 في ولاية ميشيغان الأميركية  لوالدين هاجرا من قضاء بشري اللبنانية. عمل في العاشرة من عمره  في احد المسارح كبائع حلوى ومرطبات للمتفرجين. وفي الخامسة عشر أصبح مغنٍّ.

 واللّافت في قصّته، أنّ الفقر الشّديد الذي عاناه عندما كان شاباً شكّل انعاطفةً مهمّةً في رسالته في الحياة. إذ كان توماس يتقاضى 3 دولارات في الأسبوع. ولكن شاءت الظروف أن تزيد من آلام المطرب وهو يبحث لنفسه عن مخرج ينقذه من العوز المالي وخاصة أن زوجته كانت في ربيعها الثامن عشر وكانت في المستشفى تنتظر مولودها الأول. إقترحت عليه أن يسافر الى شيكاغو ويغامر، فإذا فشل يفتح محلاً تجارياً. ولكن داني توماس لم يستسلم لليأس وشعر أنه يستطيع الظهور في الاستعراضات الغنائية.

كانت الأقدار تتقاذفه إلى أن وجد نفسه أمام كنيسة القديس “بطرس وبولس”، فدخلها والألم يعتصر قلبه، وركع أمام التمثال وأغمض عينيه وراح يصلّي قائلًا: “ساعدني وأعدك إذا نجحت سأبني مزاراً يؤمه المؤمنون“.

سافر بعدها إلى شيكاغو. ثم تحول “آموس جاكوبز” إلى “داني توماس”، أحد أشهر نجوم التلفزيون والمسرح.

وفي الستينات جلس الى جانب والده “بولس كيروز” وهو على فراش الموت فأوصاه الوالد بالقول: “لي وصية أتركها لك قبل الوداع الأخير: لا تنسَ الوطن”. وعمل توماس بوصيّة والده دائمًا.

إنتقل بعدها داني الى الإنتاج السينمائي الهزلي في أميركا. وكان يذكرإسم “لبنان” في معظم برامجه التلفزيونية. وأصبحت شخصية “أبو خليل” مطبوعة في أعماله.

ونجاحه الباهر لم ينسِ داني توماس النذر الذي قطعه في الكنيسة يوم كان فقيراً ويائساً، فبنى في 4 شباط من العام 1962 مستشفى Saint Jude لمعالجة المصابين بالأمراض الصعبة فعالج مستشفاه آلاف الأطفال المصابين بالسرطان .

 حازتوماس في أميريكا على أوسمة من 48 هيئة ومنظمة تربوية وعلمية. وأطلق عليه لقب “مواطن شرف”. عام 1945 أطلق عليه لقب “أميركي العام”. وعام 1957 منحته الجمعية اللبنانية- السورية الأميركية للأعمال الخيرية لقب “شخصية العصر”. وعام 1971 نال جائزة “أويللا بارسون” عن مسلسله التلفزيوني “داني شو“.

حكاية داني توماس (كيروز) هي حكاية فنان لبناني ولد من رحم الألم و كان صوتًا تصدح به الإنسانيّة وتحول إسماً خالداً ليس بسبب أعماله الفنية فحسب، بل لعمله الخيري الإنساني الذي أنقذ حياة عشرات آلاف الأطفال حول العالم وما يزال.

الأكثر قراءة