المغترب اللبناني جريس بجّاني في ساحل العاج: الحرب على الجاليات اللبنانية كبيرة وقوى سياسية معيّنة تتمتّع بنفوذ ماليّ وسيطرة

خاص | حنين السبعلي | Wednesday, February 24, 2021 4:26:00 PM

حنين السبعلي

اعتقد البعض ان بمغادرته مطار بيروت، قد يتخلّص من لعنة الطوائف والطائفية المتغلغلة في الكيان اللبناني، والتي باتت تشبه اللعنة. الّا أن اللعنة، تلاحق اللبنانيين أينما كانوا على ما يبدو.

 فالتدخلات السياسية تلاحق اللبناني اينما كان وتحاول أن تصطاده عن طريق طقوس "المساعدة".

موقع diasporaOn تواصل مع المغترب اللبناني جريس بجّاني للسؤال عن تجربته في افريقيا.

بجاني اشار الى انه "سافر الى ساحل العاج لأن العمل في لبنان بدأ يتراجع، بالرغم من أنه كان يعمل في شركة الألفا، وكان لديه محلّ للهواتف الذكية ولكن لم يعد يشعر أنّه يتقدّم في عمله وهو كان يرسم طريق طموحه وتأسيس حياته العاطفية والمهنية".

وأضاف: "سنة 2013 وضعت رجلي في الطائرة وسافرت بسبب الحرب في سوريا ونزوح السوريين الى لبنان، وما رافق الامر من ركود اقتصادي".

 لعنة الطائفية في الاغتراب

بجاني، أشار الى أن التواصل بين اعضاء الجالية جيّد، فالطائفية التي عاشها اللبناني تركها في لبنان وتناساها في افريقيا واجتمعت الجالية اللبنانية على طاولة واحدة بعيدة عن الاديان والمذاهب "ومنعتل هم بعض".

ولكنه، لفت في الوقت عينه، الى أن "القوة المالية في جميع البلدان هي لطبقة سياسية لبنانية معيّنة وهي الاكثر استسهالا وقدرة على تحويل الاموال من لبنان".

وأضاف: "جرّاء هذا الامر نرى أن الحرب على الجاليات اللبنانية كبيرة جدّا وبالاخص على أعمالهم في الخارج."

 وتابع: "بالرغم من كل البعد عن المذاهب الّا أن هناك تدخلات سياسية تنخر في الجالية وبخاصة عند الانتخابات، أي بمعنى آخر قبل الانتخابات نكون مجتمعين مع بعضنا البعض متناسين هذا الامر، ولكن في وقت الانتخابات تبدأ الحزازيات تدخل بيننا، لأن البعض يلعب على الوتر الطائفي لحشد التأييد".

 ماذا عن العودة؟

شدّد بجاني على ان الحياة في لبنان لا تؤمّن لقمة العيش اي بمعنى آخر، ان المصروف اكبر من المدخول، مردفا أن "في بداية سفره الى ساحل العاج لم يكن مدركا أنّه سيبقى هناك بل حصلت الامور فجأة، وكان سبب بقائه هو احد أقاربه، وهكذا بدأت فرص العمل تتساقط عليه الواحدة تلو الاخرى. "انغرّيت بالشغل" وأكملت واستقرّيت هناك".

وأوضح أن طبيعة عمله تمتدّ جغرافيا الى 4 بلدان، مؤكّدا انّ الدافع الاساسي الذي جعله يستقرّ في افريقيا، يكمن في تفاصيل العمل الجميلة هناك.

 أما العودة، فـ"يا ريت"، يقول. ويتحدّث عن أن هناك عوامل كثيرة لا تحمّس الانسان على العودة الى لبنان. ولمّح الى أن هناك اسبابا طائفية وعوامل محاصصة تمنعه من فتح مشروع خاص به في لبنان قائلا: "بعدنا منتخانق عشقفة الـgateau ".

واضاف: "الاحزاب اللبنانية تسيطر على البلد ولا يمكن للانسان ان يطمح بتأسيس مشروع له بدون السند الذي تقدّمه له"، متابعا انّ "لبنان مغروس بالمشاكل وقبل أن نفكّر بالعودة عليهم أن يعيدوا أموالنا التي "راحت ضيعان"، وعليهم تأمين نظام عمل ذي مستوى لكي يتقدّم الانسان".

ولكن كيف تعاطى بجّاني مع الازمة المالية والمصرفية في لبنان؟

هو كغيره من المغتربين، طالته الأزمة، وفي هذا السياق يقول: "فتحت حسابا لأموالي في بنك في بلاد الخارج"، وبالنسبة للأموال الموجودة في مصارف لبنان، فتمنى ان يأتي يوم ويعود اليه جنى عمره.

وفي ختام حديثه لموقعنا، أكّد بجّاني أن المحاصصة لا تزال تلاحق اللبناني في الخارج وينجرّ في بعض الاحيان لها.

الأكثر قراءة