المغترب اللبناني جورج كعدي من نيجيريا: الأزمة الإقتصادية اللبنانية تؤثّر سلبا على المغتربين ورواتبهم... كثر خسروا أشغالهم بسببها

خاص | حنين السبعلي | Thursday, February 25, 2021 6:24:00 PM

حنين السبعلي

"شعرت أن هناك أزمة اقتصادية ستضرب لبنان لذلك سحبت أموالي الى الخارج"، هذا ما قاله المغترب اللبناني جورج كعدي الذي درس ادارة الفنادق في البلمند، وسافر للمرّة الاولى الى غانا وعاد الى لبنان لمدّة 5 سنوات ممارسا مهنته في الفنادق. ولكن لمّا بدأت الاحوال تتراجع في لبنان، تدارك الوضع وأتته الفرصة للسفر الى نيجيريا والعمل في احد الفنادق ليصبح المسؤول العام عنه. 

اكّد كعدي في حديث لموقع diasporaOn أن فرص العمل التي تقدّمها الدولة النيجيرية هي من أهم الحقوق التي يحصل عليها المواطن أي بمعنى آخر ان العمل في نيجيريا يعطي المواطن الحق في التقدّم والتطور في مجاله، ففي لبنان العمل يرتكز من أساساته على المحاصصة والتبعية. 

وقال: "كل مغترب يرغب بالعودة الى لبنان وتأسيس عمل خاص به، ولكن هذا الامر بعيد جدّا عن المنال، لأن من أراد العمل في لبنان عليه أن يتبع حزبا سياسيا معيّنا "اذا ما فتت شراكة مع سياسي بيسقط مشروعي". 

وشدّد على أن الكثير من اللبنانيين الذين عادوا الى لبنان لتأسيس عمل خاص، فشلوا بذلك بسبب التدخلات السياسية، فخسروا كل شيء وعادوا الى الغربة ليبدأوا من الصفر. 

وأوضح أن "سوق العمل في لبنان محدود، وفئة معيّنة من الطبقة السياسية تحارب الاعمال الجديدة اذا قرّرت أن تكون حيادية، لذلك فإن الدعم السياسي هو أمر أساسي لكي تنجح المشاريع في لبنان". 

من ناحية أخرى، وبالعودة الى حياة الاغتراب، أشار كعدي الى أن التواصل بين الجالية اللبنانية في نيجيريا جيّد، وتتضامن مع بعضها بالرغم من الاختلافات الدينية والمذهبية، مؤكّدا أن الاختلافات السياسية لا تزال سائدة في المناقشات بين اعضاء الجالية، ولكن ما هو أكيد أن سفرهم الى الخارج كان هربا من الاحداث السياسية التي يمر بها البلد. 

وشدّد على أن الاختلافات السياسية هي شيء "مقدّس" هناك، ولكن لا تحمل في طيّاتها الفجوة التي كانت متغلغلة في الكيان اللبناني. واعتبر أن كل اللبنانيين الذين يتواصل معهم لم يسافروا بغية استلام عمل أحد افراد العائلة بل بدأوا من الصفر؛ وبالرغم من الجهد الذي قاموا به للبدء بحياة جديدة وتأسيسها الّا أن أزمة مصارف لبنان لا تزال ترافقهم أينما كانوا، "أكلوا الضرب واختفوا مصريّاتهن". 

وقال كعدي: "الطبقة السياسية اللبنانية لا تتدخّل بشكل سيء بأعمال المغتربين لأنها تريد "رضاهم" أي ان الانتخابات النيابية باتت قريبة والمغترب هو الأساس لانجاح هذه الانتخابات ولكن المشكلة أن المغترب "قرف" من هذه الطبقة". وأضاف: "لولا المغترب اللبناني لكان انهار الاقتصاد اللبناني " من زمان". 

وأردف: "هناك بعض اللبنانيين الذين لا يزالون يتبعون أحزاب سياسية معيّنة كانت في الآونة الأخيرة تجمع التبرعات وترسلها إلى العائلات المحتاجة، فالأوضاع التي يمر بها اللبناني ان كان صحيّا أو اقتصاديا جعلت المساعدات السياسية تتحوّل الى مساعدات انسانية". 

وختم كعدي حديثه لموقعنا قائلا إن المغترب اللبناني لا يعيش حياة نعيم كما يراه المواطنون في لبنان، لا وبل أن الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها لبنان تؤثّر سلبًا عليه وهناك الكثير من المغتربين الذين فقدوا عملهم أو انخفضت رواتبهم بسبب هذه الأزمة، بعد ان ادرك مشغلوهم مثلا الأزمة المالية والنقدية في الوطن.

الأكثر قراءة