يعرف كريم نورا على أنه مدرس لمادّة الرياضيات في مدارس وجامعات ملبورن لأكثر من 25 عاما.  إلا أنّ ما يجهله كثيرون هو أنه وعلى الرغم من انشغالاته الكثيرة، كان دائم الاتصال بوطنه الأم لبنان، وبالأهل والأصدقاء فيه.

إذ في كل مرة يتحدث فيها معهم، ومع الأصدقاء في ملبورن، يجد نفسه يعود بالذاكرة إلى الوراء، ويغرف من المخزون الشعبي المتغلغل في فكره وتجربته الإنسانية. فيقوم بسرد قصص قديمة فيها الكثير من الحكم والقيم والمواقف التي يمكن أن تعتبر نموذجا جميلًا للسلوكيات والعادات الشعبية العريقة للشعب اللبناني والتي تعتمد على قيم الصدق والأمانة والأخوة والرجولة والتربية الصالحة وغيرها الكثير.

وعندما غزت جائحة كورونا دول العالم، وجد الأستاذ كريم نفسه، كغيره، في عزلة عن المجتمع، لا يرى الأصدقاء ولا يزور الأهل. فما كان منه إلا أن التجأ إلى وسائل التقنية الحديثة، وعالم الانترنت، وبدأ رحلة جديدة من توثيق تلك القصص المتوارثة من الأدب والتراث الشعبي اللبناني، وحياته الشخصية في إحدى قرى جنوب لبنان، وبدأ يسجل الكثير منها بالصوت والصورة، وينشرها عبر موقع يوتيوب.

وحولت هذه التجربة كريم نورا المعروف بمهارته وتميزه في سرد القصص الى حكواتي "moderne" بين الاهل والجالية التي تنتظر بشغف فيديوهاته عن القصص والتراث اللبناني.

ويشير  نورا إلى أنّ الناس متعطشة للقصص الطريفة والتراث الاجتماعي بعد ان ضاقوا بأخبار السياسة والكورونا.

و ردًّا على سؤال حول طريقة اختياره لما يعرضه أجاب نورا "لا يوجد قرار مسبق، بل الاختيار عفوي وتلقائي".

ويأمل السيد كريم نورا ان يساعد مشروعه الثقافي في دعم التواصل مع الاجيال الجديدة  مؤكدا ان "بناء المستقبل يقوم على تجارب الماضي".