لا يكفي العالم من الأزمات الاقتصادية والصحية، ليأتي مرض الفطر الأسود اللّصيق بجائحة كورونا ليثير الهلع في نفوس الناس حول العالم نظرًا لخطورته الكبيرة وتهديده الجنس البشري. وحيث إنّ الخوف اليوم يزيد على دول العالم الثالث النامية لكونها لا تتمتّع بأنظمة صحية متطورة تستطيع إستيعاب الأمراض والاوبئة. إلا أنّ ممثل الاتحاد الافريقي للرعاية الصحية اللبناني د. محمد الساحلي بدّد الضبابية السائدة حول واقع الفطر الاسود في إفريقيا وعمّا إذا كان هنالك حالات منها في إفريقيا بخاصّة بعدما تبيّن وجود بعض الحالات في مصر ونظرًا لأن الدول الإفريقية فيها الكثير من اللبنانيين.
وأكد د. الساحلي أنه "لم يتمّ الإعلان بعد عن حالات من الفطر الأسود في إفريقيا عدا مصر التي هي دولة إفريقية شمالية ويتواجد فيها بضع الحالات. ويعمل اليوم على التجهيز اللازم لمواجهة هذا المرض".
ولفت إلى أنّ "هذا المرض متعلّق أكثر بأنابيب الأوكسجين والنظام الصّحّي"، معتبرًا أنه "ينبغي العمل على تطوير النظام الصحي في إفريقيا إلا أنني لا أشك بأنّ الفطر الأسود سيصل إلى القارّة السمراء".
وردًّا على سؤال حول إغلاق المطارات الإفريقية أبوابها بوجه الهند بما هي مصدر المرض أجاب:" من جهة تمّ تعليق الرحلات الوافدة إلى الهند والذاهبة إليها، إلا أنّ الكثير من العراقيين أو أشخاص من جنسيات أخرى يأتون من الهند ويصلون إلى إفريقيا وهذا ما لا يمكننا فعليًّا التحكّم به".
هذا وبدد الساحلي المخاوف من الفطر الأسود في إفريقيا، قائلًا: "لا خوف اليوم من الإصابة بالفطر الأسود لأن الدول الإفريقية شددت الإجراءات وفرضت الحجر الصحي على المشكوك بأمرهم من الوافدين إلى أراضيها، والفطر الأسود لا ينتقل من شخصٍ لآخر، والشخص المصاب بالفطر الاسود في الأساس يكون ضعيف المناعة بحيث يفترض أن تكون عوارض كورونا قد بدأت بالظهور عليه وأن تنخفض مناعته ليصاب بالفطر الأسود". وطمأن إلى أنه "من له مناعة قوية فلا خوف عليه من الفطر الاسود".
وعمّا إذا كانت المستشفيات الإفريقية جاهزة لمواجهة الفطر الاسود أوضح د. الساحلي أنّ "المستشفيات الإفريقية جاهزة لاستيعابه وعلاجه موجود، وإذا حلّت موجة ثالثة لكورونا فهي جاهزة أيضًا"، في إشارةٍ إلى أنّ "الدول الإفريقية هي في الأصل آخر الدول التي تصلها موجات كورونا وبالتالي فإنها تتعلم من تجارب الدول الأخرى".
و ختم: "على كلّ حال فإننا نبقى على تشددنا بفرض الإجراءات الصّحيّة من ارتداء الكمامة و التعقيم تحسّبًا لإصابات جديدة".