تعيين السفراء والقناصل في لبنان يحتكم إلى مبدأ المحاصصة... حلمي شريف في كندا: بري رفض أن أتعيّن قنصلًا فخريًّا في مدينة ويندسور

خاص | باميلا فاخوري | Friday, June 4, 2021 5:40:00 PM

باميلا فاخوري

لأن العمل الوطني البحت عملة نادرة، ولأن المحسوبيات هي المبدأ الوحيد الذي يسمح لكلّ من تسوّل له نفسه الإنخراط في العمل السياسي، يخرج من لبنان كلّ من يسعى لأن يعتمد على كفاءته ومشاعره الوطنية ليخدم مواطنيه. ومن بين هؤلاء الناشط السياسي الذي اختار كندا موطنًا له بعد أن أرغم على الهجرة حلمي شريف.

وكشف شريف في حديثٍ لموقع DiasporaOn عما حال دون تعيينه قنصلًا فخريًّا لمدينة ويندسور في ولاية اونتاريو الكندية كما عن موقفه من من وصفهم بـ"أمراء الحرب" قائلًا: "لديّ موقفي من جميع الطبقة السياسية في لبنان وبري هو من رفض أن أكون قنصلًا في مدينة وينسدور في ولاية أونتاريو على الرغم من أنني أخدم الجالية وأنّ لديّ شعبيّتي".

وفي التفاصيل أوضح شريف أنّه " جمع إمضاء حوالي ١٠٠٠ لبناني في مدينة ويندسور  وهم أنفسهم يريدونني قنصلًا لهم"، هذا من جهة، امّا من جهةٍ أخرى "فوزارة الخارجية طلبت تعيين قناصل فخريين و أنا قدمت طلبي كما هو متعارف عليه إلى السفارة ليصار إلى إرساله بالحقيبة الدبلوماسية إلى وزارة الخارجية وتاليًا لقد قدّمت سيرتي الذاتي للسفير وبحث فيها وفي قدراتي ومعارفي، ولقد لقيت استحسانًا منه وكنت أتحضر لأن أكون قنصلًا فخريًّا إلا أنّ الرفض جاء من حركة أمل".


و تابع: "لقد تحدثت إلى رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، وطلبت إليه استفسارًا عما حدث فقالها لي بصريح العبارة أن الرفض جاء بلسان علي حسن خليل. هذا مع العلم طبعًا أنني كنت قد زرت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكان قد هنّأني لكوني سأصبح قنصلًا فخريًّا وكنت قد أخذت صوره لأعلقها في المكتب الذي كان من المزمع أن يكون مكتبي."

وسأل: "كيف يعقل أن يتمّ تجاهل سلطة رئيس الجمهورية بهذا الشكل لتعيين القناصل بحسب المحسوبيات الحزبية الضيقة؟" 

هذا مع العلم أنّ القناصل اللبنانيين يفترض أن يتمّ اختيارهم بناءً على طلب وزارة الخارجية والتي تطلب بدورها إلى السفراء اقتراح الأسماء بالإستناد إلى الكفاءة والتي يفترض بها ايضًا ألا تؤخذ بحسب المحسوبيات الزعامتية. الّا أن الأمر يتكرّر مع غالبية الحالات، بحسب ما ينقله المغتربون لموقع diasporaOn، في اكثر من حديث ومناسبة.

وبالعودة الى شريف وقصّة سفره الى كندا، روى أنه "هجّرنا قصرًا من لبنان إلى كندا في العام 1991،  وأنا أحمل شهادة في هندسة السيارات وزوجتي كانت الأولى في البقاع والثالثة في لبنان عن فرع العلوم العامة ودرست الهندسة، وأمثالنا من الذين يعتمدون على كفاءتهم حصرًا وانتماهم حصريٌّ للبنان، لا يمكنهم العيش بكرامة فيه والوصول إلى مراكز مهمّة من دون الخضوع لمبدأ المحسوبيات. فعزمت ترك لبنان واللجوء للخارج علّني أستطيع العيش بكرامة، وأحقق نفسي وأخدم الوطن ولو في الإغتراب". ولفت إلى أنه "ناشط في جمعية في كندا لحقوق الإنسان".

و أضاف: "لقد انخرطت في العمل السياسي في كندا وترشحت الى مقعد نيابي لمراتٍ ثلاث وفشلت على الرغم من أنني كنت قريبًا جدًّا من الفوز. وفي معركة من المعارك الإنتخابية خسرت لأنني لم أقبل المساومة على مبادئي. إذ كان مطلوبًا وقتها المشي في مسيرة لدعم مثليي الجنس إلا أنني رفضت ذلك، وفضّلت أن أكون نفسي والتضامن مع القتلى الذين وقعوا في النرويج وأضأت الشموع عن ارواحهم".

وأشار إلى أنّ "خسارتي في الإنتخابات الكندية لم تثنني عن العمل في الشأن العام أو خدمة الناس".

من جهة أخرى، كشف أنّ "بعضًا من الجالية اللبنانية تقاعسوا عن وحدة الموقف مع غيرهم من أبناء الجالية لإيصالي كلبناني أمثلهم إلى البرلمان وهذا ما أدّى للأسف إلى خسارتي على الرغم من أنني أخدم الجميع من دون تمييز".

وذكر أنه ومنذ 15 عامًا وهو ملتزمٌ بجميع واجباته تجاه المرضى من أبناء الجالية ويزورهم في عطلة نهاية الأسبوع وحتّى يأخذ على عاتقه التكفل بدفن المتوفين منها. 


وأوضح على خطّ موازٍ أنّ شقيقته في كليفلاند تعمل إلى جانب القنصل الفخري فيها  وتعينه على القيام بأعمال القنصلية الفخرية اللبنانية فيها وعبّرعن فخره بها وبمعاملتها الأخلاقية والمهنية لأبناء الجالية على عكس العديد ممن يعملون في قنصليات أخرى.

وأسف لكون "هناك قناصل في دول معينة يتم اخيارهم على أساس حزبي بحت بغض النظر عن المؤهلات. وكم من قناصل عيّنوا وهم غير مؤهلين وغير متعلمين أو مثقفين وسمعتهم في الحضيض !" 

ولفت الى انه "اليوم في الحزب الليبرالي الذي يترأسه ترودو".
واعتبر شريف أنّ " بعضًا من الشعب عندما يصل إلى الإغتراب يحمل معه كلّ السّيئات التي ترعرع عليها"، قائلا: "نحن اللبنانيون فاسدون ونركض خلف الزعماء، من ثمّ نثور ونطالب بحقوقنا وما نلبث بعدها أن نلحق بالسياسيين ونعود إلى كنفهم".
ودعا "المثقفين أن يبقوا في لبنان ليساهموا بالتغيير ولينشروا الوعي".

وشدد على أنّ "على انتمائنا أن يكون حصرًا للوطن لا للأحزاب. أنا لا أنكر تقديسي للمقاومة إلا أنني أقدسها انطلاقًا من حمايتها للبنان ودفاعها عنه فقط".
ورأى أنه "لولا وجود المقاومة لما بقي وطنٌ اسمه لبنان وما كنا لنفلت من غزو داعش ولا من مشروع اسرائيل الكبرى الذي تمتد من دجلة والفرات إلى النيل".
و قال: "التغيير ينبغي أن يفرض فرضًا، وهدفنا الإصلاح".

وعن علاقته بشقيقه الفنان معين شريف وأوجه التقارب والإختلاف بينهما لفت إلى أنّ " نحن قريبان جدًا ولدينا المبادئ عينها. في ما مضى كنت أعلم شقيقي الغناء شجعته على الدخول في المجال الفني.  و صحيح أنّ صوتي جميل وأنني نجحت عن فئة وديع الصافي في مسابقة "ليالي لبنان"  إلا أنني لم اشأ الدخول في المجال الفني لأنّ الفنّ في الكثير من الأحيان يستوفي تخليًّا عن المبادئ والقيم وهذا ما لا يمكنني أن أساوم عليه.  وأرى معين دبلوماسيًّا أكثر منّي،  أمّا أنا أكثر جمودًا في أسلوبي ولا أساوم على مبادئي أبدًا".

الأكثر قراءة