أكثر من 5000 مهاجر لبناني راغبين بالذهاب إلى أستراليا.. صاحب شركة استشارية للهجرة إلى أستراليا: بعد كورونا سيكون هنالك نقصا في اليد العاملة والهجرة ستنشط

خاص | باميلا فاخوري | Tuesday, June 8, 2021 4:21:00 PM

باميلا فاخوري

يبدو أن معظم اللبنانيين بخاصّةٍ الشباب منهم، في موضعٍ لا يحسدون عليه، إذ هم معلّقون بحبالٍ تشدّهم من جهة صوب الوطن وحبالٍ أخرى تشدهم صوب دول الإغتراب. وهم بذلك واقعون في حيرةٍ بين تغليب الوطنية على المعيشة. إلا أنهم لا يجدون سبيلًا بعد كلّ "القرف" الذي يحيط بهم من كلّ حدبٍ وصوبٍ في هذا الوطن، الذي يعيشون فيه يوميًّا حياةٍ إذلال، سوى الإقلاع بعيدًا عند أول رحلةٍ علّهم يعومون بأنفسهم، في بحار الأزمات المائجة. إذ ذاك، تواصل موقع DiasporaOn مع صاحب شركة استشارية للهجرة إلى أستراليا يوسف حدّاد للبحث في واقع الهجرة اليوم إلى أستراليا. 

في السياق، أوضح حدّاد أنه وبالإضافة إلى كونه صاحب شركة متعلقة بقوانين الهجرة وتأشيرات الفيزا من لبنان إلى أستراليا له مكتب محاماةٍ في لبنان. 

 وأضاف: "لقد افتتحنا مكتب استشارات الهجرة في نهاية ال 2019  والعمل في هذا المجال بدأ يزيد شيئًا فشيئًا.  ونعقد المحاضرات والندوات، إلا أننا تأثرنا من جرّاء كورونا".  

 ولفت إلى أنّ "نسبة الهجرة من لبنان إلى أستراليا تزداد، بخاصّة مع ازدياد الوضع سوءًا في لبنان". 

 وأكد أنه "في المرحلة المقبلة سنشهد المزيد من نسبة المهاجرين من لبنان إلى أستراليا، إذ ومنذ الـ 2019 هناك أكثر من 5000 مهاجر لبناني راغبين بالذهاب إلى أستراليا، ومعظم هؤلاء اللبنانيين راغبون بالهجرة اليوم". 

 وعن الصعوبات التي تعترض الهجرة إلى أستراليا قال حدّاد: " ليست صعبة بهذا القدر، إنما الصعوبة تكمن بتوفر الشروط اللازمة لهجرة الكفاءات، واليوم معظم الوافدين إلى أستراليا من اللبنانيين هم من الأطبّاء والمهندسين وكانوا يعملون في دول الخليج". 

وفي ما خصّ حاجة أستراليا اليوم من اليد العاملة، رأى حدّاد أنّ "أستراليا بحاجة إلى ممرضين وممرضات، أطباء، مبرمجين، مهندسين ميكانيكيين. إنما كورونا شلّت حركة الهجرة. وأظن أنه بعد كورونا، سيكون هنالك نقصا في اليد العاملة، لذا فإنّ الهجرة ستنشط إلى إستراليا". 

 وعمّا إذا كان الوضع في لبنان سيتحسن بعد سنوات علّق: "لقد ولدت في العام 1975  وغادرته في العام 1976، ومنذ أن ولدت إلى اليوم، علّمني التاريخ أنّ الوضع في لبنان لا يمكن له أن يتحسّن. ولسوء الحظّ أقول للشباب اللبناني بخاصّةٍ الخرّيجين، إن أردتم أن تبنوا مستقبلًا لكم، غادروا لبنان. وأنا لا أتوقّع أيّ شيءٍ إيجابي للبنان. لا يمكننا سوى أن نقدم للبنان حبّنا له لكونه وطننا الأم، وثقافتنا الأصلية، ونزور ضيعنا، لكنه لا يصلح لضمان مستقبل لكم ولابنائكم وهذا ينطبق أيضًا على فترة ما قبل الأزمة". 

 وردًّا على سؤال حول ما إذا كان ما يحصل من تهجير في لبنان ينمّ عن مؤامرةٍ دولية لتوطين جنسيات أخرى في لبنان أجاب: "أنا لا أنظر إلى ما يحصل من تهجير في لبنان بناءً على نظرية المؤامرة إنما انطلاقًا من التاريخ، والتاريخ يقول أنّ الوضع إلى تراجع". 

 وتابع: "المشكلة في لبنان ليست بنت اليوم لا بل إنها عميقة  جدًّا. والوضع في لبنان ربّما يحتاج إلى أعجوبة ليحلّ. وطالما أنّ هنالك فريقًا غالبًا على الحكم في لبنان لا يمكن أن يأتي ما هو في صالح لبنان". 

 وفي ما يخصّ اللبنانيين المغتربين الذين يعودون إلى لبنان من أجل الإستثمار فيه، قال: "من بين اللبنانيين في أستراليا والذين تحمّسوا للعودة إلى لبنان والعيش في كنفه وتربية أولادهم فيه، غالبية عادت إلى أستراليا، حتى لا نقول الكل". 

 وفي ما يتعلّق بالحياة في أستراليا مقارنةً مع لبنان قال: "الإنسان اليوم يعيش بكرامةٍ في أستراليا، صحيح أنّ المعيشة في أستراليا باهظة إلا أنّ هنالك مدخولًا جيّدًا والدولة تؤمن المساعدات بشكل أن يعيش الإنسان. أمّا في لبنان فالرواتب ضئيلة جدًّا". 

 وكرسالةٍ للسياسيين في لبنان : "لقد أخذتم جميع الفرص على امتداد سنوات لحكم لبنان ولتحسين وضعه ولم تفعلوا، ومهما تفعلون فأنتم لا تفلحون بتحسينه. إن كنتم تحبون لبنان وتريدون الأصلح له، تنحوا عن السلطة وأفسحوا المجال لغيركم بتولّي زمام الامور". 

هذا وأشار إلى أنّ "الأجيال المقبلة لم تعد مهتمّةً بالدين كما في السابق وبالدفاع عن الهوية الدينية". 

وأشار حدّاد الى مغادرة "معظم المواهب اللبنانية  وطنها إلا أنّني أرى أنه ينبغي إنسانيًّا إعطاء هؤلاء اللبنانيين الفرصة لكي يزهروا ويحلّقوا." 

 وختم: "صحيح أنّ الغربة موحشة إلا انه لولا المغتربين لما صمد الوطن اقتصاديًّا إلى اليوم".

الأكثر قراءة