رئيس الاكاديمية العربية-البرازيلية للآداب خالد محاسن: أنا ممنوع من دخول الولايات المتحدة لهذه الاسباب.. وألا يستحق "شيعي آخر" غير برّي أن يكون رئيسا لمجلس النواب؟

خاص | حنين السبعلي | Monday, June 14, 2021 9:25:00 PM

حنين السبعلي

يتغلغل الدين في أروقة السياسة اللبنانية. الخبراء رأوا عبر الزمن أن الدولة العلمانية وهي المدينة الفاضلة بالنسبة لهم، تعتبر علاجا فعالا لـ"سرطان الطائفية" المتحكّم بلبنان وبشعبه.

حاول كثر اليوم، سواء على مستوى جماعات او افراد ان يغيّروا هذا الواقع وكانت لهم مشاركة واسعة على هامش تحركات "ثورة 17 تشرين" حيث رأوا فيها معبرا الى الدولة العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة وتبعد حكم المشايخ والكهنة عن مؤسسات الدولة التي يجب ان تهتم بأبنائها من دون ايّ تمييز او محاصصة او عنصرية.

هذه العلّة التي تسبّبت في الحرب الاهلية وفي اكبر ازمة اقتصادية في تاريخ لبنان، جعلت اللبنانيين يهجّون من وطنهم، حيث باتوا منتشرين في بقاع الأرض. خالد محاسن كان احد اللبنانيين الذين سافروا الى البرازيل سنة 1970، واستقر فيها لتصبح وطنه الثاني مستبقًا بذلك الحرب الاهلية.
يخبر محاسن موقع diasporaOn أنه درس الاعلام، وأصبح مدرّسا وشاعرا. أما اليوم، فهو رجل أعمال مختصّ في سياحة الشرق الاوسط وخصوصا لبنان بعد أن قرر الالتحاق في المجال السياحي.

يوضح محاسن، أن أبرز أهداف عمله هو ارسال سُياح سنويا الى لبنان والشرق الاوسط. وفي الوقت عينه ظلّ يمارس مهنة الصحافة، ويكتب المقالات في اللغة البرتغالية.

ويشير الى أنه ناشط على صعيد الجالية اللبنانية والعربية حيث كان يشغل منصب رئيس اتحاد المؤسسات العربية في "سان باولو"، واصبح اليوم رئيسا للاكاديمية العربية-البرازيلية للآداب.

ماذا عن لبنان والانتخابات المنتظرة؟

وعن بيان الجامعة الثقافية الذي رفض المقاعد الستة المنصوص عليها في قانون الانتخاب، يلفت محاسن الى أن "الجامعة الثقافية مقسومة بين بعضها البعض، و"كل مين يغنّي على ليلاه" كما يقول المثل". وبرأيه الشخصي يرى أن "المقاعد الستة للمغتربين غير مفيدة وأرفض وجودها"، معتبرًا أن "في لبنان هناك 128 نائبا في البرمان لـ4 مليون نسمة، أما في البرازيل هناك 550 نائبا لـ220 مليون نسمة وهنا يمكن ملاحظة المفارقة في السياسة المعتمدة".

ويضيف: "في المهجر يعيش اللبنانيون حياة العائلة والاخوة متناسين انتماءاتهم الدينية والطائفية، وليس هناك مشاكل بين بعضهم البعض بسبب السياسة. والجدل الكبير الذي نعاني منه في لبنان هو الطائفية، ولا أريد أن أترشّح عن أي منصب وأكون تابعا لأي طائفة".

ويقول: "حان الوقت ان يكون المغترب النقطة الفاصلة لكي يَعمر البلد، ولكن لن يترشّح أي مغترب في هذا النظام الانتخابي الذي يلزمه بالطائفة أو بحزب معيّن يقيّده به". ويتابع: "عندما نصبح بلدا علمانيا والدين مفصول عن السياسة، والاحزاب سياسية بحت، وغير مذهبية، أفكّر بالترشح على منصب في البرلمان اللبناني".

ويضيف: "مشاكل لبنان لتبقى في لبنان، لا نريد أن تلاحق المغترب الى الخارج أيضا، وتحرمه من النعيم الذي يعيشه. وفي الوقت عينه، لا نريد أن تكون الانتخابات النيابية اللبنانية سببا لانقسام الجالية في الخارج ما بين مسلم ومسيحي وغيره.."
يكشف محاسن عن أنه ممنوع من دخول الولايات المتحدة الاميركية بسبب السياسة والدفاع عن القضايا العربية والاقليمية، واسمه موجود في مطارات العالم بأكمله، لأنه دافع عن حزب الله في مقالاته في حرب تموز 2006، فصنّف كإرهابي.

"تحت الطاولة"... يشرح محاسن ما تفعله السلطة اللبنانية بشعبها

يدعو خالد محاسن الى ضرورة اعطاء الحق بالعمل في لبنان للمغتربين، اذ انهم قادرون على المساهمة والمساعدة بطاقات هائلة من خارج البرلمان اللبناني.
ويردف: "هذه الطبقة السياسية الحاكمة لا تريد المغتربين اللبنانيين، ولا تسمح لهم بتقديم المساعدة، أي عندما يأتي المغترب لكي يستثمر في اي مشروع في لبنان، أينما كانت المنطقة لا يسمح له زعيم المنطقة أن يفتتح المشروع الّا في حال اعطائه قسما من الأرباح". من هنا، وبحسب محاسن فإن الطبقة الحاكمة ترفض مساعدة المغتربين لأنها لا تريد أن تحقق مصلحة لبنان بل مصلحتها الشخصية.
وفي هذا السياق، يوضح محاسن أن "هذه الطبقة تُظهر أنها على خلاف ولكنها متّفقة بين بعضها من تحت الطاولة ضدّ الشعب اللبناني، وهذا يفسّر انهيار لبنان على مَرّ السنوات".

وعن رأس الفساد في لبنان، يقول: "كلّهم فاسدين. إن جميع الاطراف التي تتحكّم في البلد من أصغرها الى أكبرها فاسدة"، مضيفا أن "ليس كل شيء وضعه القانون أخلاقي، أي عندما تنتهي ولاية النائب ويبقى يحصل على راتبه من الدولة على مدى العمر هذا يعتبر غير أخلاقي، وفساد أيضا. فلذلك النظام اللبناني بأكمله فاسد، حيث أن النواب والوزراء يتذرّعون ويحملون القانون كسيف حماية لأفعالهم".

ويرى محاسن أن "على المجلس النيابي أن يجتمع كل اسبوع من دون دعوة؛ فعلى النواب أن يلازموا مكاتبهم ويقوموا بأعمالهم التشريعية لأن هذا واجبهم، وإذا لم يتغيّر النظام في لبنان، كل انسان يأتي الى الحكم سيظل فاسدًا". ويتساءل: "كيف يمكن أن يحكم الانسان عينه منصب رئاسة مجلس النواب لمدّة 30 سنة متواصلة؟ ألا يستحق انسان شيعي آخر غير نبيه برّي أن يستلم هذا المنصب؟"

ويقول: "ليس من المفترض أن يكون تقسيم مناصب الرئاسات الثلاث تبعًا للمذاهب والطوائف، بل يجب أن يكون لبنانيًا وطنيًا بحت". ما نعيشه في لبنان وفق محاسن، هو حياة الاقطاعية.

ويضيف: "ليكن مجلس النواب علمانيا بعيدا عن المذاهب وهكذا يصبح لدينا وطنل اسمه "لبنان"، وليبقى الدين ايمانا لكل انسان يتعايش معه لوحده بعيدا من السياسة".

وفي خضم حديثه عن الاقطاعية، وحكم "الجماعات"، يسأل محاسن: "بأي حقّ يُسلّح رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهّاب أفرادا لديه في الجبل للحماية باسم "سرايا التوحيد"؟ ألا يكفي السلاح غير الشرعي في لبنان"؟

لبنان بلدا "رخيصا"... ولكن!

يعتبر محاسن أن السياحة تنقسم الى قسمين: القسم الاول يتعلّق بالسائح اللبناني الذي يسافر الى الوطن لكي يرى عائلته واقرباءه. أما القسم الآخر فيكمن بالسائح الاجنبي الذي من الممكن أن يتّخذ من لبنان وجهة له، خصوصا أنه أصبح بلدا "رخيصا" بفعل أزمة الدولار وانحدار قيمة الليرة اللبنانية.

ويضيف: "لديّ خوف من النوعية الموجودة في لبنان على مستوى الخدمات، والمطاعم، والأماكن التي يمكن زيارتها، وهذا يعني أن نسبة الأمان في لبنان والطمأنينة باتت بتراجع كبير،وهذا يشكّل عبءا في قطاع السياحة.

وفي ختام حديثه لموقعنا، أعرب خالد محاسن عن حزنه: "سرقوا منّي شبابي في لبنان، "الله لا يوفقهن كلّهن"، من دون استثناء، حرموني أن أكون حاضرا في دفن والدي ووالدتي".

الأكثر قراءة