باميلا فاخوري
لا شكّ أنّ المسؤولين في لبنان نهلوا من قراءة فلسفة ماكيفيللي وفلسفة القوة عند نيتشه، لأنّ الواقع يقول أنّهم عدموا فلسفتهم الأخلاقية على حساب السلطة والقوة والنفعية. لهؤلاء نقول :شكرًا! شكرًا لدولةٍ تنغّص الحياة على الشعب اللبناني ولا تترك أمامه خيارًا سوى حمل حقائبه لمغادرة وطنه والإندفاع نحو أيّ بلدٍ آخرمهما كثرت مساوئ العيش فيه، وكأن لبنان بات الجحيم الفعلي الذي يهرب منه اللبنانيون لالتقاط حبل الخلاص. شعورٌ قاتل أن لا يرتاح الإنسان في منزله الأكبر، وطنه، فمن لا يرتاح في بيته لن يرتاح في أيٍّ من الأمكنة. محتومٌ على اللبنانيين أن يعيشوا اليتم الوطني ومنهم اللبنانية سنا بو شديد التي تسعى للسفر عند أول رحلةٍ تتاح لها.
هذه الفتاة اللبنانية أرغمت اليوم على العمل في بيع المخبوزات إضافةً إلى عملها كموسيقية ومدرسة موسيقى لأنّ راتبها لا يكفي لإعالة نفسها وعائلتها.
وفي حديثها لموقع DiasporaOn روت بو شديد أنها " فتحت للتو خدمات مدرسة الموسيقى الخاصة بي في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من لبنان".
وردًّا على سؤال حول نيّتها الهجرة أجابت: "بالتّأكيد أسعى لأن أهاجر" لافتةً إلى أنها تحاول جاهدة العثور على وظيفة قبل الانتقال.
وعن خلفيّة هجرتها قالت: "الوضعان السياسي والاقتصادي هما من حملاني على التفكير بالهجرة".
وأضافت بحسرة: "بالكاد نستطيع أن نتنفس في البلاد".
وشددت على أنه "لم أرغب مطلقًا في المغادرة في المقام الأول ، لكن الوصول إلى نقطة لا يمكنني فيها حتى العثور على الأدوية وشرائها لوالدي ليس أمرًا طبيعيًا وهذا ما خلق عندي مساحة للتفكير بالهجرة".
وقالت: "أريد أن أغادر وأخذهم معي وأوفر لهم حياة محترمة"، مضيفة: "نحن نعمل من أجل القضية الآن لأن قيمة الراتب لا تساوي شيئًا".
وعمّا إذا كانت تستطيع أخذ ذويها معها إلى حيثما تتوجه قالت: "أعتقد أنه إذا عملت على ذلك يمكنني أن آخذهم نعم".
وفي ما يتعلّق بالقرار الاصعب، وهو البقاء في الوطن القاتل للطموح والهجرة إلى مكانٍ جديدٍ رأت أنّ "أصعب جزء في المغادرة هو عائلتك وأصدقاؤك ولكن معظم أصدقائي غادروا بالفعل".
وعن وجهتها المحتملة أقرّت بأنّ خيارها يترأجح بين" باريس أو الإمارات العربية المتحدة ولكن بصراحة أنا على استعداد للذهاب إلى أي مكان يتم اصطحابي إليه".
وتابعت: "ما زلت أريد مكانًا قريبًا من لبنان لأتمكن من الوصول إلى عائلتي إذا احتاجوا إلي".
وفي ما خصّ الرسالة التي توججها للسياسيين سألت: "ماذا هناك لأقول للناس الذين باعوا وقتلوا شعبهم؟"
وأكدت في المقابل أنها ستبقى بالتأكيد في لبنان في حال تحسّن الوضع بشكلٍ عام.
وعن احتمالية التغيير الذي من الممكن أن نشهده على صعيد الإنتخابات النيابية المقبلة قالت: " أنا أؤمن أنّ التغيير ممكن خاصة إذا كان هناك سياسيون مستقلون جدد".
ورأت أنّ ذلك ربما يحصل في غضون 10 أو 20 عامًا، إلا أنها رأت توازيًا أنّ التغيير قد بدأ.