المغترب اللبناني غدي طيون في فرنسا: عندما يتوقّف الشعب عن دعم الطبقة السياسية ستصبح "نكرة"!

خاص | حنين السبعلي | Thursday, June 17, 2021 8:22:00 PM

حنين السبعلي


شعب لبنان خرج من الحرب مستعداً لأي شيء، مضطرب الهوية، حائر الانتماء، متعطشاً إلى أي مجموعة "تلمّ" شمله، وربما من قلة الخيارات آنذاك، قرّر الانضمام والانصياع إلى مجموعات طائفيّة تتزعّمها شخصيات جذّابة بخطاباتها المذهبية والطائفية، حيث نجحت في إقناعهم بأنها وحدها من تمتلك الخلاص وأن سبيل الحل لا يمرّ الّا عبرها.

الشعب اللبناني فاسد أيضا، هذا ما يراه بعض المغتربين اللبنانيين الذين يعيشون في الخارج. اذ يرون أن المواطن هو الذي ساعد هذه الطبقة المتعجرفة أن تتسلّق بساط العرش وتحتلّه لمدّة اعوام طويلة، من خلال الانتخابات النيابية التي تقام كل 4 سنوات والتي لا تتغيّر الوجوه المنتخبة ولا يتبدّل أي شيء في المعادلة السياسية التي حكمت لبنان لعقود طويلة، فيكتفون ببيع اصواتهم بأسعار بخسة لا ترقى الى مستوى بناء راي عام واعٍ ومثقّف قادر على محاسبة الفاسدين.

من بين هؤلاء المغتربين، غدي طيّون الذي سافر في عام 2018، لكي يكمل علمه في بلد آخر بعيدا عن لبنان. استقر في فرنسا وأصبح طالبا في كليّة الطب.

غدي طيّون في حديثه لموقع diasporaOn، اشار الى أنه لم يكن ناشطًا ولا يزال غير ناشط على صعيد الجالية اللبنانية، اذ يعتبر أن وجوده في بلاد الاغتراب يجعله يبتعد عن كل ما يخص لبنان، وعندما يعود الى الوطن ينشط داخليًا بالامور اللبنانية.

وروى أنه لم يمر بأية عراقيل في حياته المهنية أو التعليمية في الخارج، اذ انه ابتعد كل البُعد عن الامور السياسية التي من الممكن أن تعيق نجاحه، وبالاخص بعد أن سمع أكثر من رواية مرّ بها عدد آخر من المغتربين في بلاد الغربة حيث عرقلت أهدافهم التي من أجلها سافروا أو هاجروا.

وفي الحديث عن لبنان وأزمته السياسية الراهنة، يرى طيون أن "الفساد في لبنان يكمن في تركيبة المنظومة بأكملها، ولا يمكن اعتبار مسؤول واحد فاسد"، معتبرا انّ "الشعب فاسد ايضا، وهذا يبرّر غض نظر المواطنين عن سلوك السلطة لكي تبسط فسادها، وتجعله يتحكم في البلد على كيفها.

واضاف: "اللبناني يختبئ دائما وراء أصابعه، فيضع اللوم على السياسيين، لكي يخفي فساده فيهم"، مشيرا الى انّ "هذه الطبقة السياسية في النهاية هي صورة المواطن الكبيرة، التي انتُخبت مرارا وتكرارا من الناخبين عينهم". والحل الانسب وفق طيون هو تغيير النظام السياسي بأكمله.

ولفت الى أن "الوضع السياسي في لبنان "مخلوطة وراكبة عوجة"، ما يجري في لبنان يحرق القلوب، وخصوصا اذا كان اللبناني مُشاهد من الخارج. الوضع مزري حقا".

وقال: "لا يمكن الانكار أن رؤوساء الاحزاب اللبنانية وتوابعهم متمسّكين بالـ"كراسي" وكأنها ملكًا لهم، ولكن هذا الامر يعود الى الشعب الذي ينتخبهم في كل مرّة ويصرّ على اعادتهم الى مناصبهم؛ وعندما يتوقّف دعم الشعب لهم يصبحون نكرة في الوطن".

وأضاف: "هناك بعض السياسيين الذين يعملون في مناطقهم ويقومون بإعمارها من أجل مصالحهم الخاصة، أو ليضمنوا انتخابهم للمرة المقبلة، ولكن لا يمكن اعمار الوطن بهذه الطريقة لأنه ليس قائما على نظام الفيديرالي، وعلى الزعيم أن يعمل من أجل لبنان بأكمله". وتابع: "كل من شارك في الفساد، أو غطّى عليه يعتبر فاسد".

وفي سياق آخر، أوضح طيون لموقعنا أن خطته الاساسية كانت انهاء دراساته والعودة الى الوطن، ولكن في ظلّ هذه الاوضاع بات الامر شبه مستبعد. وختم حديثه، متوجّها الى الشباب اللبناني قائلا: " على اللبنانيين أن يكونوا أنانيين وأن يستغلّوا أية فرصة للخروج من الوطن".

الأكثر قراءة