مديرة موقع "جبلنا ماغازين" الاغترابي فاديا سمعان: هناك عدة رؤوس فساد يجمعها الجشع وقلة الضمير ويحميها السلاح

خاص | حنين السبعلي | Sunday, June 20, 2021 6:39:00 PM

 حنين السبعلي

صدر القرار بحق لبنان، فلقد حُكم عليه من قبل طبقة سياسية، مالية مفترسة وفاسدة لم تكن أبدا معنية بإجراء إصلاحات اقتصادية بنيوية تشمل نظاما ضرائبيا عادلا، أو تطوير النظام السياسي لضمان تمثيل أفضل للمواطنين ومعاملتهم كأفراد يضمن حقوقهم بشكل دستوري وعصري، وليس كأفراد في طوائف دينية متناحرة. هذه الطبقة الحاكمة، منذ نهاية الحرب الأهلية عمقت الهوة بين الطبقات وهجّرت المواطنين الى بلاد أخرى للتخلّص من هذا القرار.

بالرغم من جميع الأزمات التي يعاني منها لبنان، والصورة القبيحة التي رسمتها الطبقة الحاكمة عنه، الّا ان المغتربين اللبنانيين استطاعوا ان يبرهنوا أنفسهم، وان يصنعوا مركزا مهمّا لهم هناك.

من بين هؤلاء المغتربين الإعلامية والناشطة فاديا سمعان، التي عملت في لبنان كمذيعة في عدد من إذاعات "الأف أم"، ثم 11 عاماً في تلفزيون المستقبل وإذاعة الشرق في بيروت. حتّى هاجرت لبنان في خلال حرب تموز 2006 عندما رأت حجم الدمار الذي لحق بالبلد في خلال أيام قليلة، وكان كل همّها أن لا يعيش ابنها الذي كان عمره سنتان ونصف في ظل الأجواء التي رافقت طفولتها وشبابها خلال الحرب وبعدها، وخاصة بعد الاغتيالات والتفجيرات التي رافقت وتلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005.

وفي حديثها لموقع DiasporaOn، أشارت الى انها "تستطيع أن تصف نفسها بأنّها ناشطة اغترابية. ففي السنوات الأولى لانتقالها إلى الولايات المتحدة عملت في صحف لبنانية عدة هناك، وكذلك في بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية، ولكن كل هذه الصحف والمواقع كانت تظهر ثم تختفي، فتصاب في كل مرة بخيبة أمل وتبحث عن وظيفة أخرى لتعتاش منها وتعيل ابنها، خاصة بعد طلاقها".

واضافت: "أتتني فكرة إنشاء موقع أديره بنفسي ويعبر عن حالتي كمغتربة فيما لا يزال لبنان وطني الأول والأحب. فولد موقع "جبلنا ماغازين" عام 2013 بشعار "مش عايشين بلبنان، لبنان عايش فينا"، ولا يزال الموقع حتى اليوم يتابع أخبار المغتربين وأنشطتهم الثقافية والسياسية، ويروّج للسياحة في لبنان والثقافة اللبنانية، ويشجع المتحدرين من أصول لبنانية على توطيد علاقتهم بلبنان".

وتابعت: "أعمل أيضاً منذ 2014 مع المؤسسة المارونية للانتشار حيث أمثّل المؤسسة في شمال شرق الولايات المتحدة وأساعد الكثير من اللبنانيين على تسجيل "زيجاتهم" وأولادهم في لبنان وأشجع المتحدرين واساعدهم في تقديم طلباتهم لاستعادة الجنسية، وساهمت حتى اليوم في استعادة الجنسية لأكثر من 300 متحدر من أصل لبناني".

وروت سمعان أن "أول نشاط اغترابي مهم لها كمغتربة كان إطلاقها في إحدى الصحف التي كانت تديرها في ولاية ميشيغن، حملة عام 2011 للمطالبة بإفساح المجال للمغتربين للتصويت في الانتخابات النيابية اللبنانية في دول إقامتهم، على اعتبار أن العدد الأكبر من اللبنانيين يعيش خارج لبنان ويجب أن لا يستمر إقصاؤهم عن المشاركة في الحياة السياسية واختيار ممثليهم في البرلمان، بالأخص وأن هؤلاء المغتربين لا يمكن شراء أصواتهم بمئة دولار، ولا بصندوق إعاشة أو فاتورة مستشفى أو بوظيفة أو مساعدة مدرسية، بل هم يملكون الحرية الكاملة بالاختيار والتصويت لمن يرونه مناسباً".

وفي الحديث عن الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة، أوضحت أن "الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ليست وحدها الرافضة لتخصيص المغتربين بمقاعد في البرلمان، بل هناك شبه إجماع على رفض هذا الأمر من قبل المغتربين". واضافت: "نريد أن يكون صوتنا مؤثراً على نتيجة الانتخابات ككل، ونريد أن ينتخب كل منا في منطقته فيختار نواب الدائرة التي هو مسجل فيها. أما نواب الاغتراب فمن يمثلون وكيف سيقومون بعملهم وواجبهم في تمثيل المغتربين إذا لم يداوموا في ساحة النجمة ولم يشاركوا في سن القوانين والتصديق عليها ومراقبة عمل الحكومة؟"

وفي الحديث عن لبنان واوضاعه السياسية الأخيرة، رأت سمعان أنه "لا يمكن الحديث عن رأس واحد للفساد في لبنان بل هناك عدة رؤوس يجمعها الجشع وقلة الضمير ويحميها سلاح حزب الله، المستفيد الأول من هذه الآفة". واضافت: "لولا هذا السلاح، لكانت استطاعت الأجهزة الأمنية والقضائية أن تقوم بعملها كما يجب وتُسائل وتُحاكم وتُحاسب الفاسدين، مهما صغر أو علا شأنهم".

وأعتبرت أن "الوضع السياسي اللبناني مسخرة، والسياسيين اللبنانيين أكثر من مسخرة الّا قلّة منهم وليس لديهم حس وطني وأخلاق وطنية. انّهم يتناتشون المناصب الحكومية ويتقاتلون عليها فيما الشعب يعيش من قلة الموت وعلى مشارف مجاعة حقيقية والبلد في خطر الزوال. أما هم فهمّهم مقعد بالزائد أو بالناقص". وأردفت: "هؤلاء لا يستحقون أن يديروا بلداً ويجب أن نرى وجوهاً جديدة في الانتخابات المقبلة ليعبّر المجلس النيابي بالفعل عن إرادة وطموحات الشعب اللبناني ويكون انعكاساً لتميّز اللبناني وحبه للحياة والتقدم".

أمّا عن الخطوات الجديدة للمغتربين اللبنانية على صعيد لبنان، قالت سمعان: "المغتربون بشكل عام يحملون هم لبنان. فمعظمهم لديهم أهل وأقارب هناك يخافون عليهم في ظل الوضع القائم. وكما نسمع يومياً عن تحركات اغترابية لا تهدأ مواكبة لأوضاع لبنان، فمنهم من يقدم مساعدات إغاثة أو دواء أو مساعدات مادية، عوضاً عن تقديم مساعدات كبيرة من الاغتراب لإعادة إعماء جزء مما تهدم في بيروت من جراء انفجار 4 آب. وكشفت عن أن "هناك مؤتمرات يتم تنظيمها في الاغتراب، ومنها مؤتمر هام ستشارك فيه في واشنطن أيام 23 و24 و25 حزيران الحالي ليناقش قضايا لبنان ويسعى لإيصال صوت الشارع اللبناني الثائر إلى الكونغرس والأمم المتحدة وتشكيل لوبي لبناني قوي في هذا الإطار".

وعن العودة الى لبنان، أوضحت سمعان أنها لا تفكر حالياً بالعودة إلى لبنان ولكن حلمها أن تمتلك بيتاً صغيراً فيه يطل على البحر والجبل معاً وتأمل أن يتحقق هذا الحلم ذات يوم.

وفي ختام حديثها لموقعنا، وجّهت سمعان رسالة الى الشباب اللبناني قائلة "أنتم أبطال، لا لأنكم تفترشون الأرض وتداسون بالأقدام لتثوروا على السلطة "الفاسقة" التي تحكمكم، بل أيضاً لأننا رأينا من خلالكم صورة لبنان الحقيقية حين حملتم المكانس وغيرها بعد انفجار المرفأ لتساعدوا أهالي بيروت في لمّ أشلاء بيوتهم ومؤسساتهم التي دمرت، وشبابيكهم التي تكسرت، ومسح دموعهم على من وما خسروه من جراء الانفجار". وأضافت: "إذا هاجرتم فلا تنسوا لبنان واعملوا من أجله، وإذا بقيتم اعملوا لتجعلوا لبنان بمستوى أي بلد تحلمون بالعيش فيه. أما الأهم فلا تنتخبوا إلا من تثقون بأنه سيعمل بما وعد وسيكون فعلاً صوتكم في المجلس".

الأكثر قراءة