حنين السبعلي
يقول المثل الشعبي "من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب"، وهو مثل ينطبق على الحرب التي يعلنها قادة لبنان على الفساد المستشري في الدولة. فكيف يمكن أن تقوم الطبقة السياسية نفسها التي أوصلت لبنان الى حالة الغرق في المزيد من الفساد بإخراج لبنان منه؟

طبقة متعجرفة، متعطّشة لسرقة الاموال، لعبت على عقول اللبنانيين، وأغرتهم في الانتخابات النيابية الماضية، اذ وعدتهم بمستقبل واعد ومزدهر، الّا أن هذا المستقبل كان كتلة من الفساد انفجرت في سنتين متتاليتين.

قضاء فاسد، طبقة سياسية فاسدة، مؤسسات عامة وخاصة اشتركت معهما. ينام اللبناني على أمل العيش حياة جميلة، الّا أنه يكتشف كل يوم أن الوضع يتدهور أكثر فأكثر. حلم العيش في وطن مليء بالطمأنينة والسلام بات شبه مستحيل، وجملة واحدة تلفظ على ألسنة المواطنين وهي "تصبحون على وطن".

آراء كثيرة أجمعت على أن هذه الطبقة الحاكمة الى هي سبب اساسي لمغادرتهم. بلال البيقلي سافر في عام 2019 الى أبو ظبي لكي يكمل مسيرته المهنية ويعيش حياة جديدة بعيدا عن كل ما يتعلّق بلبنان.

الصحافة مهنة له، وامتهنها هناك واستطاع أن يتأقلم في مسيرته، من خلال الانخراط في تطبيق هواياته ومنها الرياضة، حيث بات يقصد النادي مع أصدقائه في العمل.

وعن رأس الفساد في لبنان، أشار الى أن كل من شارك ويشارك في الحكم فاسد، اذ انه يقسّم الدولة ويتقاسمها كما يريد.

واعتبر البيقلي أن ما يمر به المواطن اللبناني السياسيون سببه، اذ انهم سرقوا طموحات الناس، وأعدموا فرص العمل التي يمكن أن تتاح له. واضاف: الجو السياسي اللبناني أوصل البلد الى حافة الانهيار، ولم يعد هناك أفق للاعمار، وبالاخص اذا ظلّت هذه الطبقة حاكمة بسبب السياسات التي وضعوها وطبّقوها.

ورأى أن الوضع السياسي في لبنان متدهور ومتّجه الى ما هو أسوأ، وما هو واضح وفق البقيلي أن الازمة النقدية والمالية الى انهيار شامل في الشهور المقبلة، ولن نرى أيّ تحسّن قريب. واضاف: "رؤساء الاحزاب التي تهيمن على البلد، بات واضحا أنهم فاسدون جميعهم ولكن بدرجات متفاوتة".

وفي ختام حديثه لموقعنا، توجه برسالة الى الشباب اللبناني الذي يعاني من هذه الازمات، قائلا: "الله يعينكن، واذا لم تفقدوا الامل من لبنان، فلتثوروا وتنتفضوا على هذه الطبقة التي تحكم لكي تعيشوا في الوطن الذي حلمتم به".