علمت  صحيفة "الجمهورية"، أنّ المنسق الاعلى للشؤون السياسية الخارجية جوزيف بوريل كان على اطّلاعٍ على دقائق وتفاصيل الوضع في لبنان، ومدركاً مكمن تعطيل تأليف الحكومة، ويعرف المعطلين بالإسم.

و تجدر الإشارة إلى أنّ ما قاله خلف الابواب المغلقة مع من التقاهم من المسؤولين، أخطر مما جرى التصريح عنه خارجها، إذ صرّح انّ لبنان يقترب مما وصفه بـ"الكارثة الكبرى"، المجتمع الدولي وفي مقدّمه الاتحاد الاوروبي ينتظر منكم مبادرة إنقاذية سريعة له، تبدأ بالتعجيل في تشكيل حكومة الاصلاحات.

وبحسب مطلعين على اجواء ما دار في لقاءات بوريل مع المسؤولين، فإنّه لم يكن ممتنًّا من محاولة بعض من التقاهم إعطاء بعد خارجي لتعطيل تأليف الحكومة، ما رآه هروباً متعمّداً من الحكومة. واكّد جازماً على  انّ الخارج، كل الخارج، بريء من هذه التهمة. وتعمّد ان يصرّح بكلام بهذا المعنى على منبر القصر الجمهوري.

وبحسب المطلعين، فإنّ بوريل، قد بدا في كلامه وكأنّه يسدي "النصيحة الاخيرة"، حيث اكّد أنّ: "المشكلة عندكم وحدكم، لقد اقترب ارتطام بلدكم، صار الوقت ضيّقاً جداً، ولكن ما زالت الفرصة متاحة امامكم، عليكم ان تعجّلوا في تأليف الحكومة، والمجتمع الدولي جاهز لمد يد المساعدة".

وكشف هؤلاء المطلعون، انّ "بوريل في لقاءاته وقف على تناقضات حادة بين هذا المسؤول وذاك، وما لم يقله صراحة، قاله بعض مساعديه: "ما سمعناه لا يحملنا على إبداء التفاؤل". وعكسوا حقيقة الموقف الاوروبي من تعطيل الحكومة والتأخّر في بدء المعالجات للأزمة الخانقة في لبنان بقولهم: "المجتمع الدولي وتحديداً دول الاتحاد الاوروبي متضامنة مع الشعب اللبناني وتتحسّس معاناته، ونحن حزينون، عار على هؤلاء القادة ما يفعلونه ببلدهم".