حنين السبعلي

مضى اسبوعان على تسليم رئيس جنوب افريقيا السابق جاكوب زوما نفسه للشرطة، تنفيذاً لحكم بالسجن لمدّة 15 شهرا صدر بحقه لإدانته بازدراء المحكمة.
والرئيس السابق زوما كان متّهما باختلاس أموال عامة خلال السنوات التسع التي قضاها في السلطة.
ازاء هذا الامر اشتعلت الشوارع في جنوب افريقيا من اشتباكات واعتصامات مناشدة باطلاق سراحه، واتسع نطاق الاحتجاجات التي تحولت إلى نهب وسلب وسط تصاعد الغضب العام بسبب ما يعتبره المحتجون استمرارا لعدم المساواة.
وبالرغم من أن السفارة والقنصل في جنوب أفريقيا طمأنت أن اللبنانيين بألف خير هناك، ولم يتأذّوا جسديا وماديا من الاشتباكات الّا ان المغترب الذي هرب من الاوضاع الاقتصادية والسياسية التي شعر بأنّها عبء عليه، واجه في الاغتراب موجة من الخوف على حياته لأنه يعيش في منطقة يعمّ فيها الخطر بأية لحظة.
موقع DiasporaOn انتظر حتّى خمدت الاشتباكات هناك، ليتواصل مع المغتربين في المنطقة للتكلّم معهم، عن مدى تأثير هذه الاشتباكات عليهم وكيفية التأقلم معها.
اذ اشار المغترب اللبناني طوني معربص الى أن الحياة في افريقيا خطرة، اذ ان الاشتباكات هناك لا تنطفئ أبدًا بل تتفاقم دائما. واضاف: اللبناني هناك عليه توخّي الحذر دائمًا ان كان من الاشتباكات أو من الشعب الافريقي اذ انه يرى المغترب "كشخص غنيّ" جدًا.
ولفت معربص الى أن الاشتباكات الاخيرة التي مرّت تعود الى جماعة بوكوحرام التي تريد أن تتسلّط على الحكم وتؤسس منطقة خاصة بها. ومن هنا نحن كلبنانيين لم نتأثّر ماديًا أو معنويًا ولكن شعرنا بالرعب والفزع وكأننا نرى الاشتباكات اللبنانية القديمة.
أما المغترب مارون فادي، فرأى أن هذه الاوضاع تعتبر "شي عادي" لأن الاشتباكات تحصل باستمرار. واضاف: حينها استقرّينا في المنزل ولم نخرج حتى لم يعد هناك ايّ خطر. في أوائل السفر كنت أخاف من هذه الاشتباكات، وألازم المنزل قدر المستطاع لكي لا أتعرض للخطر، ولعب الامر على نفسيّتي ولكن اليوم "اعتدت"على الاحداث.
ومغترب آخر فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال: سافرت من لبنان لأن "تلوّعت" من الحرب اللبنانية والاشتباكات بين الأحزاب وعادت هذه الذكريات الأليمة عند اندلاع الاشتباكات العنيفة في جنوب افريقيا.