المغتربة اللبنانية في السويد ريما اردو: اللبنانيون يعيشون اليوم في سجنٍ مفتوح

خاص | باميلا فاخوري | Saturday, August 28, 2021 6:46:00 PM

لبنان لم ولن يكون وطن تحقيق الأحلام، وتساوى فيه اليوم الفقير بالغني، وبقي الأمل لمن فتحت أمامه أبواب الهجرة. ذلك أنّ الجحيم الذي انتظرناه بتنا نعيشه اليوم وفي انتظارنا مصير أسوأ إن استمر الإنحدار بهذه الوتيرة المتسارعة. الحرب الأهلية قضت على الجيل الماضي والحرب الإقتصادية تقضي على ما تبقى من هذا الجيل وتقطع عنه سبل الحياة.

لبنان قتل حلم ريما اردو التي اتخدت من السويد موطنًا لها. فما كان منها سوى أن غادرت لبنان في العام ١٩٩٢ إلى السويد بعد أن تزوجت.

وفي حديثها لموقع DiasporaOn روت أنها نالت درست المحاماة في جامعة الحكمة إلا أنّ شغفها تركز على تصنيع وجبات الأسنان.

وأضافت: "حلمت بتحقيق ذلك في وطني. غير انني عندما بت في السويد حققت مرادي".

وعن طبيعة عملها قالت: "اشغل اليوم وظيفة في الدولة".

وتحدثت عن الحرب ورأت أنه "صحيح أن الحرب كانت صعبة في لبنان إلا أنّ الوضع لم يكن سيئًا لهذه الدرجة علمًا أن الظروف الأمنية كانت شديدة السوء، فكان هنالك "بركة"".

واردفت بحسرة: "لم نعش طفولتنا وحرمنا الكثير بسبب الحرب، و أطفال اليوم لم يحرموا من ممارسة أبسط النشاطات الترفيهية التي حرمنا اياها يومًا".

وتابع: "حلمت دائمًا بالعودة إلى كنف الوطن إلا أن الظروف لم تكن مؤاتية يومًا".

هذا وتمنت تسخير طاقاتها ومعارفها لأجل الوطن والوصول إلى النيابة او الوزارة معتبرةً أن لها القدرة على التغيير . ولفتت إلى انّ "الأشخاص الذين لا تهمهم المناصب والذين لا يرشون أهل السلطة في لبنان حظهم قليل".

و اردفت: "الإنسان المعطاء لا يسأل في ما يعطيه. ولديّ قناعة أنّ العمل في مؤسسة الدولة هو عمل فريق فيدٌ واحدة لا تصفق وبالتالي يستوجب وضع القناعات والآراء الفردية جانبًا وإيثار مصلحة الجماعة"
وشددت على أنّ "التشبث بالآراء يعيق عمل الدولة. وهذا النوع من الأعمال يحتاج إلى التفاوض والدبلوماسية".

ورأت أنّ "قسمًا كبيرًا من زعماء الحرب لا يزالون في مواقع سلطة. كما لا أحد مقتنع أنّ الغنى الفكري هو الأهم لحسن سير عمل الدولة".

وأشارت اردو إلى ان "السويد ساعدت الكثير من اللاجئين بخاصة السوريين وهذه المساعدات لم نرَ مثلها تعطى من قبل الدولة اللبنانية لشعبها".

وسألت: "كيف لوطننا أن يتقدم طالما أننا نرتكز إلى مبادئ وعادات بالية في حين أن الدول تشهد انفتاحًا بمدة زمنية قصيرة؟"

وأسفت لعجز المرضى اليوم من دخول المستشفيات وتلقي العلاج وتأمين الأدوية.

وأفادت بأنّ "الجالية اللبنانية في السويد تحوّل شهريًّا الأموال لذويها، هذا فضلًا عن الأدوية التي تسعى جاهدةً لإرسالها".

وقالت: "مخجل أن يقف اللبنانيون عند الساعة الثانية والنصف من الليل امام مداخل الأمن العام لأخذ جوازات السفر".
وختمت: "اللبنانيون يعيشون اليوم في سجنٍ مفتوح".

الأكثر قراءة