هل تعمّدت المصارف اللبنانية مصادرة أصول اللبنانيين المغتربين عن سابق تصور وتصميم وتخطيط؟ سؤالٌ بات ضروريًّا طرحه اليوم بعد تأكيد المغترب اللبناني في ساحل العاج طوني بجاني، ما سبق ان نقله لموقع DiasporaOn كثيرون من المغتربين اللبنانيين، ومفاده أنّ المصارف أغرت اللبنايين قبل عامين من الثورة، عبر إرسال موفديها إلى دول الإنتشار الإفريقية تحديدًا.
في سياق حديثه، كشف بجاني أنه "قبل الثورة بعامين، أرسلت المصارف اللبنانية مندوبيها إلى دول إفريقيا وأغرتنا بكل السبل الممكنة لوضع أموالنا في لبنان، وما كان منّا كلبنانيين سوى أن تشجعنا وحوّلنا أموالنا إلى المصارف اللبنانية. وهذا ما شكّل ضربةً قويّة لنا".
وعن التدابير التي من الممكن أخذها للتصدي لهذه المصادرة التعسفية من قبل المصارف اللبنانية ووضع ما تبقى من أمواله في المصارف العاجية: " لا أحد بإمكانه التعويض لنا والمصارف في ساحل العاج أو في أي دولة أخرى لم تستطع فعل شيء لأجلنا حيال هذا الموضوع."
وأضاف: "وقعت عقدًا مع الدولة العاجية لمدة 30 عامًا علّني أعوض خسارتي الكبيرة".
بجاني، وهو المغترب في ساحل العاج منذ 35 عامًا سافر وهو في ريعان شبابه وقال: "كنت يافعًا وقتها كما تعذّبت كثيرًا حال وصولي وكان اندماجي في البيئة المضيفة صعبًا".
هذا وأشار إلى أنّ "الشعب العاجي لطيف ومحبّ للغاية هذا فضلًا عن كونه مضيافًا، إلا أنّ الأمر لا يخلو من بعض المناوشات الطفيفة بينهم وبين بعض اللبنانيين وهذا نادرٌ حصوله".
وفي ما خصّ طبيعة عمله في ساحل العاج أوضح أنه يعمل متعهّدًا ويعمل على مشاريع شق طرقات.
وحول مدى تأثر عماله بأزمة كورونا، قال: "تأثر عملي كثيرًا بكورونا وغيرها من الأزمات، وتأثرنا الكبير كان بالأزمة المالية في لبنان، إذ جنى زهاء 35 عامًا صادرته المصارف".
وتابع: "كثيرًا ما أزور لبنان وأحب وطني وأشعربالحنين كما اني أبثّ حبّ الوطن في أولادي".
وعمّا إذا كان متفائلًا بمسار الأحداث السياسية في لبنان أشار إلى أنّ المغتربين ليسوا متفائلين بالحركة السياسية.
تمنّى أن "لا يتمّ التنقيب عن النفط في ظلّ وجود مسؤولين فاسدين، كي نضمنه للأجيال اللاحقة. على أمل أن يأتي طقم سياسي جديد ونظيف يحسن التعاطي مع ملف النفط".
وعن موجات الهجرة الجماعية المحتملة قال: " لبنان وعلى امتداد تاريخه عانى الأمرّين وشهد موجات هجرة جماعية كثيرة إلا أنّه وعلى الرغم من ذلك كان اللبنانيون يعودون أدراجهم. وبإذن الله لن يخسر الوطن شعبه أو يفرغ منه".
وأعرب عن رأيه بالمناوشات الطائفية التي حصلت في مغدوشة وإمكانية تطور المناوشات إلى حرب أو كونها لا تتعدى الـ "بروفا" التخويفية، وشدد على أنّ "المناوشات الطائفية غير موجودة نهائيًّا في الإغتراب. وإخواننا الشيعة في ساحل العاج يقدسوننا ويقدمون لنا الكثير. على أمل أن يحذو حذونا الوطن ويمحو الطائفية".