يلوح في الأفق الحكومي رضًا دوليّ على مسار التشكيل، وتشي الأجواء المحيطة بالملفّ إلى احتمال تصاعد الدخان الأبيض، وهو ما ترجم برسالة واضحة من عدم إبداء أي اعتراض دولي على النفط الإيراني الذي من المقرر أن يتسلمه لبنان في القريب العاجل. ويتبدّى من هنا ضرورة التساؤل عن حقيقة وجود ضغط أوروبي باتجاه ولادة الحكومة بعد مخاضها العسير، أم أنّ ميقاتي سيكون خاتمة الرؤساء المكلفين. في هذا الإطار تواصل موقع DiasporaOn مع رئيس مكتب الإستشارات الإقتصادية الخليجية - الإفريقية في الإتّحاد الأوروبي عوض شمص.
في سياق حديثه أوضح شمص أنه "كما سبق وقال قبل شهر حزيران، الطبخة الحكومية تطهى على نار لطيفة وسائر باتجاه الحلّ، في لبنان أولًا وسوريا ثانيا".
ولفت إلى أنّ "الضغوط ستشتدّ على الداخل اللبناني من الجهات كافّةً".
وأضاف: "ناقلة النفط الإيرانية لا اعتراض دوليا عليها. وتوقيف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في مطار فرنسا كان دليلًا واضحًا على أنّ الضغوط جدية".
وأشار شمص إلى أنّ المسؤولين في لبنان "شعروا "بالسخن" وهم اليوم على وقع الضغوطات سيذعنون للمطالب الدولية".
هذا وافترض "أن تتشكل حكومة بضغط أوروبي إلا والحكومة قيد الدرس الآن. وعندما يأتي الامر من الخارج فالحكومة تتشكل بسحر ساحر وبسرعة".
ونبّه إلى أنّ "هناك ضغط أوروبي باتجاه تغيير حاكمية مصرف لبنان وإقالته قبل موعد انتهاء ولايته واقتراح أسماء أخرى والموضوع في طور النقاش".
وقال: "أنا مع محاكمة الفاسدين وعودة الأموال المنهوبة". واعتبر أنّ "الحكومة وإن شكلت اليوم فهي حكومة انتخابات، وبرأيي لن يحصل تغيير في الوجوه السياسية المعهودة".
ورجح أن "تحصل الإنتخابات في موعدها والسياسيون من مصلحتهم الخاصة اليوم إجراءها، وهم مستفيدون من الأموال التي يدفعونها للناخبين ويرشونهم بها. فهنالك الكثير من الجائعين والمحتاجين ومن يدفع لهم أكثر من المرشحين هو الفائز".
وحذّر من أنّ السياسيين سيدفعون أموالًا كثيرة للإنتخابات وأردف: "هم يتحضرون لذلك، والأزمة الحاصلة اليوم تأتي في صالحهم".
وختم" قائلا: "الأهم أن لا تبقى ثقافة المواطنين طائفية وأن يكون لديهم تصور وطني. وأعتقد أنّ لبنان سيزدهر من جديد، فهو أشبه بطائر الفينيق ومهما عصفت به الأزمات لا بدّ وأن ينهض من جديد".