حيث قامت قوات خاصة غينية بانقلاب عسكري أمس الأحد، واحتجزت في خلاله رئيس البلاد ألفا كوندي. بالتزامن، أعلن قادة الانقلاب حظر تجوال في أنحاء غينيا "لحين إشعار آخر"، وحلّ الجيش الدستور. كما أضاف الضابط أن أجواء غينيا وأراضيها قد أغلقت، وأن الحكومة قد تم حلّها. في هذا الصدد تواصل موقع DiasporaOn مع السفير اللبناني في غينيا فادي الزين للإطمئنان إلى أوضاع اللبنانيين فيها فضلًا عن وضع البلاد وتداعيات الإنقلاب على الوجود اللبناني هناك.

في السياق، أكد الزين أنّ "الوضع أمس كان صعبًا جدًّا إذ إنّ موقع السفارة اللبنانية قريب من القصر الجمهوري، وتخلل العملية الإنقلابية إطلاق نار وهدأت الأحوال عند الساعة 3 بعد الظهر والجالية اللبنانية بخير، وخلص إلى احتجاز الرئيس الغيني في مكان مجهول. وهنالك صعوبة بتحريره".

وأشار إلى أنّ "قائد الإنقلاب هو من القبعات الحمر وهو الكولونيل مامادي بومبوميا، وأعلن حلّ الدستور وسلّم الوزارات للمدراء العامين".
وقال: "ذاهبون إلى مرحلة انقلابية قد لا تنتهي بسنة أو اثنتين". ورأى أنّه "صعب أن يعود الرئيس كوندي إلى منصبه".
وشدد الزين على أنه "لا مصلحة للإنقلابيين بقتل الرئيس، وهم في الأساس لم يلمسوا شعرةً منه كما لم يعاملوه بطريقةٍ سيّئة. جلّ ما يريدونه عزله".
وأوضح أنّ "المشكلة في ما حصل تكمن في أنّ الرئيس كوندي مدد لنفسه لولاية ثالثة بعد أن تحايل على الدستور وخالفه عبر إجرائه استفتاء شعبيًّا لم يصوت في الأساس عليه سوى 20 % من الشعب الغيني. وطالما أنه انقلب على الدستور فالقبعات الحمر انقلبوا عليه، وهكذا تساوى الطرفان".
هذا ولفت الزين إلى أنّ "كوندي حاول أن يقوم بما قام به ترامب إلا انه لم ينجح. في الكثير من دول العالم يأبى الرئيس التخلي عن منصبه ويبقى قابعًا فيه. ورئيس النيجر الذي انتخب لولايتين رئاستين وغادر بعدها، اتصل بكوندي وقال له: إذا كنت أنا نفسي غادرت الحكم فلم لا تفعل أنت؟ فما كان من كوندي سوى أن أجابه: سأبقى بالقوة".
ونبّه إلى أنّ "85" % من الشعب الغيني يعيش فقرًا مدقعًا، ما يعني أن الرئيس كوندي لم يكن منقذًا للشعب الغيني ولم يقدم لهم شيئًا طيلة مدة ولايتيه".
وقال: "مشكلة العديد من دول إفريقيا موت الحياة الديمقراطية فيها. هنالك 4 مناطق فقط في العالم تحققت فيها الديمقراطية دول أميركا الشمالية، دول الإتحاد الأوروبي وبريطانيا، أستراليا ونيوزيلاندا ، اليابان ، كوريا الجنوبية والهند".
وختم: "لو أنّ الكثير من الرؤساء في العالم والمسؤولين في لبنان مثلًا يفهمون اللعبة الديمقراطية في لبنان وأن لبنان جمهورية لا ملكية".