يعيش اللبناني اليوم المقيم والمغترب تحدّيا كبيرا يمكن له أن يهزّ إيمانه بفعل الازمات المتلاحقة عليه والآلام التي ما عاد قادرًا على تحمّلها والشرور التي لا يقوى على تقبّلها. و حياة الإغتراب طبعًا لا تخلو طبعًا من المصاعب والآثام، فما هو الدور المنوط به رجال الدين اليوم في خضمّ الأيام العصيبة التي يمرّ بها اللبنانيون وفي دحر الشبح الطائفي؟ وما هي أبرز التحديات الإيمانية التي يواجهونها؟ وما هو دور رجال الدين اللبنانيين في الدول الملتهبة إرهابيًّا؟ هذه الاسئلة وأكثر، طرحها موقع DiasporaOn على مطران راعي أبرشية سيدة البشارة المارونية في إفريقيا المطران سيمون فضول.
في السياق، أشار فضول إلى أنّ "هذه الأيام تختلف عن الماضي، والمفارقة أنّ هنالك اليوم تحديات جديدة. واليوم، يحمل المغترب اللبناني همّ اللبناني المقيم، وبات يتقاسم معه الخبز. والوضع الإقتصادي في الإغتراب ليس جيّدًا كما يصوّره البعض".
ورأى أنّ "المؤمن يريد أن يعيش إيمانه، ولقد تأثر إيمانه بفعل أزمة كورونا التي أدت إلى إغلاق الكنائس ودور العبادة وبات هنالك تلكؤ ولم ننتهي بعد من كورونا وتداعياتها، ولما نزل نتعامل معها. الهمّ المعيشي با يقضّ مضجع اللبناني. نذكر المؤمنين من اللبنانين بالقدماء ممن صبروا وتحمّلوا وتحلوا وصمدوا في وجه الأزمات بالرجاء".
وقال: "نواجه الطائفية بالمشاركة والمسامحة والإنفتاح على الآخر المختلف في إفريقيا ودول الإغتراب".
وأضاف: "لا نحبّذ التعميم ونفصل بين المسلم الورع والتقي والصالح والمتطرف والأصولي . في نيجيريا نشهد الكثير من الإضطهاد، وفي وسط هذه الأوضاع المريرة نبقى على الخطاب عينه. المسيح علّمنا الغفران وهذا لا يعين أن نكون خانعين".
وعمّا إذا كان مع تدخل رجال الدين بالسياسة أو مع تنحيه أوضح أنه "علينا أن نميّز بين التدخل السياسي لرجل الدين والإدلاء بموقفه الوطني. ولا يمكننا كرجال دين أن نخرج عن موقفنا الوطني. المشكلة في لبنان تكمن في أننا نخلط الحابل بالنابل، ونخلط بين الناس والدولة. إجمالًا الإسلام لا يفصل بين الدين والدولة".
وعن دور البطريرك اللبناني السياسي في ظلّ كرّست العلمانية بالتطبيق لفت إلى أنّ "الدستور اللبناني علماني، ودور البطريرك معروف ولا يتغير وإن تغير وجه الدولة".