ماذا تفعل كابلات شركة كهرباء لبنان في ساحل العاج وماذا يقول أبناء الجالية اللبنانية في هذا الإطار؟

خاص | باميلا فاخوري | Wednesday, October 13, 2021 4:49:00 PM

تداولت مواقع التواصل الإجتماعي فيديو وصور تظهر كابلات لشركة كهرباء لبنان في العاصمة العاجية أبيدجان. وفي التفاصيل، يظهر الفيديو مواطنا لبنانيا وهو يقول إنّ الكابلات مكتوب عليها "كابلات لبنان"، مشيرًا بتهكم إلى أنّ هذا دليل آخر على فساد السلطة الحاكمة في لبنان بما اسماها "تبديد ممتلكات ومقدرات اللبنانيين".
بالإضافة إلى ذلك، تبدّت تغريدة لافتة لأحد الناشطين اللبنانيين على مواقع التواصل الإجتماعي وهو المغترب زياد حبيش مرفقًا إياها بصورة، متهكمًا هو أيضًا على الدولة اللبنانية يقول: " لا اعرف سبب التهجم على شركة كابلات لبنان بسبب وجود بضائعها في ابيدجان. اليوم مررت في ابيدجان - ساحل العاج باحدى الشركات التي تستقدم وتستعمل كابلات لبنان في مشاريعها وسمعت انها ذات جودة عالية تضاهي بكثير الكابلات الاوروبية . شكرًا للبنان ولشركاته التي لا تزال صامدة رغم المحن".
فكيف وصلت هذه الكابلات إلى ساحل العاج؟ وما هو مصدر الفيديو المتداول؟ وكيف تهرّب كابلات الدولة إلى الخارج؟ من هنا تواصل موقع DiasporaOn مع عدد من ابناء الجالية اللبنانية في أبيدجان وإفريقيا لمعرفة المزيد من التفاصيل عن المسألة.
في هذا الإطار، قال مستشار رئيس الجالية في أبيدجان عصام قشاقش: "وصلني هذا الفيديو منذ حوالي 15 ويومًا، وحوالنا الاستفسارعن مصدره في ابيدجان وكثيرًا ما فتّشنا إلّا أنّ محاولاتنا باءت بالفشل، إذ لم يتبيّن مصدره. ولم يعد يتمّ التداول بالفيديو منذ الاساس".
وأشار إلى أنّ "الفيديو وصلني من لبنان وليس من أبيدجان من صديقٍ لي من الشوف، وبإيعازٍ منه بدأنا عملية البحث والتحري عن الفيديو ومصدره".

أمّا رئيس غرفة التجارة اللبنانية في ساحل العاج والطبيب جوزيف خوري د. جوزيف الخوري فأوضح أنه شاهد الفيديو مضيفًا أنه "تم التداول به لأيام قليلة ومن بعدها لم يأت أحد على ذكر أيّ شي عنه ولا أحد من أبناء الجالية في ساحل العاج له دراية بالموضوع، ولم يشاهد أحد الكابلات في الأساس".
و أردف: "بالتالي فأنا لست أكيدًا من أنّ هذا الفيديو صحيح".
وبالنسبة لأحد مؤسسي تجمع الشباب اللبناني في الكاميرون يوسف قشور فكشف أنّ "موضوع تهريب الكهرباء إلى إفريقيا ليس جديدًا، إذ لا ينحصر الموضوع بساحل العاج فقط، إذ تمّ تهريبها إلى كل دول إفريقيا بخاصّة الكونغو كينشاسا. وأن يكون هذا الفيديو صحيحًا فليس مستبعدًا".
هذا في حين أكدت مصادر صحافية أنّ هذا الفيديو ليس جديدًا و هو تمّ التداول به منذ حوالي العامين وفي كلّ مرّة يتمّ التداول به من جديد. فما الغرض من ذلك؟
والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف لموضوع كهذا أن يمرّ مرور الكرام وألا يعطى حقه؟ فنحن نتكلم على كابلات لشركة كهرباء لبنان لا عن عبوة قهوة أو علبة من الجبن المطبوخ، وهذا الأمر الا يعني شيئًا للمسؤولين؟ وكيف لا يعرف شيءٌ عن الموضوع، وكيف للجالية ألا تدري بأمرٍ كهذا؟ ألا تعني إساءة الامانة بأملاك الدولة العامة شيئًا؟ وكيف السكوت بعد الآن عن تمادي هذه السلطة الفاسدة؟
وتجدر الإشارة إلى أنّ مسلسل التهريب وتحديدًا للمواد الغذائية المدعومة مستفحل منذ مدّة، والكثير من البضائع بتنا نراها على رفوف السوبرماركات من بنّ وجبن وغير ذلك من السلع في العديد من دول الإغتراب بما فيها إفريقيا. فسادٌ ما بعد فساد يتغلغل في أنسجة لبنان المقيم والمغترب. أما حريُّ بنا التحرّك؟

الأكثر قراءة