"المسؤولون في لبنان يدفعون العقول المشرقة بعيدًا".. المغترب اللبناني في نيجيريا لطيف عبود: الحقيقة المحزنة أنني أعتبر نفسي نيجيريًّا أكثر من كوني لبنانيًّا

خاص | باميلا فاخوري | Wednesday, October 27, 2021 3:33:00 PM

حتّمت ظروف لبنان القاسية التي فرضتها الحرب الأهلية على والدي لطيف عبود الذهاب إلى نيجيريا لبدء حياةٍ جديدة من الصفر. فلملم والديّ ركام الحرب في نفسيهما وانطلقا في هذه البقعة التي لم يكونا يفقهان شيئًا عنها، ولقد كان من نصيب لطيف أن لا يفتح عينيه على وطنه الام أولًا وهذا ما يحذو به بطبيعة الحال إلى أن يشبك علاقة أمتن مع الأرض النيجيرية لأنه فيها اختبر مشاعره الأولى وهي الأرض التي اعطته الزاد من الذكريات.

لطيف، وفي حديثه لموقع DiasporaOn قال: "ولدت ونشأت في لاغوس، نيجيريا. بسبب الحرب الأهلية في لبنان كان والداي في نيجيريا في أواخر الثمانينيات".
وعن طبيعة عمله في نيجيريا أوضح أنه مهندس مدني واضاف: "أعمل حاليًا في شمال نيجيريا كنائب مدير مشروع في شركة إنشاءات كبيرة جدًا (لبنانية أيضًا)".
وتابع: "بصراحة، منذ أن أمضيت كل طفولتي في نيجيريا، أعتبر نفسي مواطنًا محليًا". وأردف: " هذا الأمر مضحك بما فيه الكفاية، إذ وجدت صعوبة في الانتقال إلى لبنان في عام 2010 للحصول على شهادتي الجامعية".
وأكمل: "بصفتنا مغتربين لبنانيين ، لدينا طريقة تفكير مختلفة عن طريقة تفكير السكان المحليين في لبنان".
وردًا على سؤال متعلق بمدى فقدانه شيئًا من الحبّ لوطنه لكونه يعيش في بلد غريب، أجاب: "لم أكن أهتم كثيرًا بلبنان حتى انتقلت إلى بيروت لتحصيل تعليمي العالي وقضيت فيه من السنوات حوالي 7. تخرجت في العام 2016 وعدت إلى نيجيريا. الحقيقة المحزنة هي أنني أهتم بنيجيريا أكثر من لبنان. وأعتبر نفسي نيجيريًّا أكثر من كوني لبنانيًّا".
وعن نظرته للبنان اليوم وللمستقبل قال: "أنظر إلى لبنان كبلد جميل وكبيتي الثاني. لسوء الحظ، منذ السبعينيات، دمّره السياسيون هم مستمرون إلى اليوم بهذه السياسة التدميرية".
هذا وأمل "في مستقبل أفضل في لبنان".
وتقدّم بنصيحة للبنانين الشباب تفيد: "إذا كانت هناك فرصة لمغادرة لبنان لبناء مستقبل أفضل لكم، فلا تترددوا".
وأسف لكون "المسؤولين في لبنان يدفعون العقول المشرقة بعيدًا".
وردًّا على سؤال حول ما إذا كان التثقيف على الإرث الوطني في الخارج كافٍ أجاب: "بالطبع لا. أنا أؤمن بشدة بقيم وثقافة لبنان. لدينا أسلوب حياة جميل ولا يكفي البقاء في الخارج. لقد استسلم العديد من المغتربين حيال لبنان ولم يعدوا يزورونه. آمل أن يغيروا رأيهم يومًا ما".

الأكثر قراءة