عيسى طفيلي
ككلِّ سنةٍ يأتي المغترب اللّبناني إلى بلده لقضاء العطلة الصّيفية محمّلًا بالهدايا لأهله وأولاده. أمّا هذا العام، فيأتي المغترب اللّبناني محمّلًا بهدايا مختلفة عن ما كان يحملها في السّابق. فقد ولّت أيّام الهدايا المفرحة، وأتت أيّام الهديّة الضّروريّة.
في ظلِّ انقطاع بعض الأدوية وحليب الأطفال في لبنان، ونظراً لحاجتهما الملحّة خصوصاً للأطفال وكبار السّن، عمد بعض المغتربين القادمين إلى لبنان على الإستفسار من اهلهم وأقاربهم قبل مجيئهم عن الأدوية التي يحتاجونها من الخارج، ليأتوا محمّلين بها كهدايا بديلة عن ألعاب الأطفال وملابس الكبار، ليفرحوا بها الأجساد التي تعبت بسبب بُعدها عن الدّواء.
في الكاميرون، أعلن تجمّع الشّباب اللّبناني عن إرسال الدّفعة الأولى من مشروع " دواك بيشفي غيرك"، إذ تمّ إرسال كميّةٍ كبيرةٍ من الأدوية إلى لبنان في حقائب المغتربين القادمين إلى البلد المذكور، ليتم توزيعها وفقًا لشروط أهمّها إبراز الوصفة الطبيّة.
هذه المبادرة لم تقتصر فقط على هذا التجمّع، ففي الغابون أيضًا تعمل مجموعات شبابيّة على تجميع الأموال لتأمين الأدوية وإرسالها إلى لبنان مستغلّين حركة السّفر اليوميّة بين البلدين لإيصال الأدوية والحليب لمن يحتاج.
وفيما يخص أدوية الأمراض المستعصية فيعمل شبان من مدينة النبطية في جنوب لبنان على التواصل مع اصدقائهم المغتربين في تركيا وذلك لتأمين بعض الأدوية التي يحتاجه مرضى السرطان على وجه الخصوص.
ويؤكّد علي العزي مسؤولٌ المجموعة المذكورة في اتصال مع "Diaspora on" أنّ " مجموعتنا تتواصل مع العديد من المغتربين في مختلف دول العالم، لتأمين الأدوية للمرضى الذين تتوقف حياتهم على "إبرة" من هنا وحبّة دواءٍ من هناك".
وتابع: "دعم المغتربين لم يتوقّف عند الأدوية فقط، فبعضهم يرسل لنا المال لدفعه في المستشفيات لمن يحتاج عمليّاتٍ جراحيّةٍ ويتعذر عليه تأمين المبلغ المطلوب".
وأردف: "ننتظر دفعاتٍ من حليب الأطفال ستأتي في حقائب إخوتنا المغتربين لنوزّعها هنا على من يحتاجها".
[