مودع يقتحم بنك ويحتجز موظفيه لتحصيل حقوقه.. المغترب مصطفى عباس: ما فعله بسام حسين يمثّلني ويمثل كل مودع..

خاص | | Thursday, August 11, 2022 5:32:00 PM

سنوات ثلاث مضت على احتجاز الدولة اللبنانية لأموال المودعين. أموال طائلة حجبتها المصارف عن أصحابها بقرار من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لكن الأمر الذي لطالما حذرت منه البنوك حصل، نفذ صبر المودعين، ومن حصد مالًا مقابل تعب وجهد أصبح لا يملك قوت يومه، والإنهيار الذي يجتاح الإقتصاد اللبناني، لا بد أن يوصل أي مواطن لفعل أي شيء مقابل استرجاع ماله.

عند ظهيرة اليوم الخميس، اقتحم أحد المودعين اللبنانيين مصرف فيدرال بمنطقة الحمرا - بيروت بسلاحه الحربي محتجزًا في داخل المصرف رهائن معظمهم من الموظفين، رافضًا الإفراج عنهم إلا بعد إعطائه حقوقه التي تبلغ ٢٠٩ آلاف دولار، وسرعان ما توجه الجيش إلى المكان وضرب طوقًا أمنيًا حول المصرف محاول التفاوض مع المودع دون جدوى.

نعم.. ما كُتب في الأعلى هو حقيقة، وليست مشهدًا من فيلم هيلوودي! فالشاب بسام حسين الذي اقتحم المصرف ليحصّل حقوقه، يقبع والده في المستشفى ويحتاج ٥٠ ألف دولار كلفة علاجه، ولا يملك أولاده من هذا المبلغ في جيبهم دولارًا واحدًا، بل كل ما يملكوه موجود خلف قضبان المصرف، إذ إنّ أخ المودع الذي اقتحم البنك يملك أيضًا ٥٠٠ ألف دولار محتجزين في المصرف ذاته.

ما نشاهده اليوم هو الحلقة الأولى من مسلسل أمني طويل، إذ إنّ تدهور الوضع الإقتصادي بشكل يومي، ينذر بأحداث أمنية لا تُحمد عقباها، وإذا كانت الحلقة الأولى تهديد وحجز رهائن فإن آخر الحلقات تنذر بفلتان أمني غير مسبوق في لبنان.

المغترب اللبناني في الغابون مصطفى عباس، هو مودع ضاع جنى عمره في الإغتراب بين أروقة مكاتب المصارف اللبنانية، ليعاود بدء حياته من جديد بعد أن تدهورت أحواله المادية عقب احتجاز مصرف في لبنان لأمواله.

موقع "Diaspora on" تواصل مع مصطفى الذي أكّد أن " ما فعله المودع بسام حسين في مصرف فدرال يمثلني، ولا ألومه حتى لو تدهورت الأمور أكثر، فهذا الرجل محروق قلبه على والده القابع في المستشفى، ورموز الدولة يتقاسمون أتعبانا ويرقصون على جثثنا التي انهارت بعد خسارة تعب سنوات عديدة في الغربة".

ولفت إلى أنّ " الرئيس ميقاتي كان قد قال "بدنا نتحمل بعض"، فليتفضل ويدفع من جيبه ٥٠ ألف دولار لعلاج والد الشاب أو يعيد له أمواله التي جناها من كد يمينه وعرق جبينه. وإن كان الساسة لا يعرفون تنظيم الشؤون المالية، فليتركوا كراسيهم لمن يعرف كيف يعيد حقوق الناس إليها".

وأضاف: "الدولة بكل أركانها ومن بينهم القضاء، تواطؤوا على المودعين وسرقوا أموالهم وتقاسموها فيما بينهم، وهم المسؤولون عن انهيار البلد، وأعتقد أننا لن نسترجع حقوقنا إلى بعد أن نفعل ما فعله بسام حسين".

وأشار إلى أنّ "من عمل مثلي سنين طويلة ليحصّل المال، وفجأة تصادر الدولة ماله، من الطبيعي أن يقتحم البنوك ويحرقها أيضًا".

الأكثر قراءة