تشكيل الحكومة أصبح على رفّ النسيان.. والتنافس على كرسي الرئاسة بدأ يظهر إلى العلن..

خاص | | Monday, August 15, 2022 7:20:00 PM

عيسى طفيلي

 

 

تناسى مسؤولو الدولة في لبنان أنّ البلد يعيش على حكومة تصريف أعمال بسبب مماطلة الرئيس المكلف نجيب ميقاته وانتظاره انتهاء ولاية رئاسة الجمهورية، وكأنّ البلد يحتمل تريّث وتركيب معادلات لا فائدة منها. فالمليارات التي تملأ جيوب بعض الساسة تنسيهم الجيوب الفارغة عند بعض المواطنين.

الأخذ والرد بموضوع الحكومة وضعه الساسة جميعهم على رف النسيان لتتحول المناكفات إلى استحقاق رئاسة الجمهورية، الذي بدأت تعقيداتها تظهر إلى العلن، في ظل تحالفات جديدة تقلب معايير الفوز والإصطفافات حول عهد بعبدا القادم.

أصبح من الواضح أنّ رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي أكمل تكويعته ليصطف إلى جانب حزب الله وحركة أمل، وهذا ما يعني أنّ فرنجية يحتل الحظ الأوفر من أصوات الأحزاب المذكورة، هذا إن لم يتم حسب الحلفاء الآخرين لهذا التحالف الرئاسي الجديد.

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كان قد طرح نفسه مؤخرا كمرشح لرئاسة الجمهورية، وها هو اليوم خلال مؤتمره الصحفي أعلن أن من لا يقف في صف المعرض كأنه اختار باسيل وحزب الله، ويكون خائنا للوطن وشعبه.

وهنا تجدر الإشارة، إلى أنه كما يشاع أنّ عددًا من النواب الجدد لا يكنّون أي صداقة أو إتفاق أو تلاقٍ مع القوات ورئيسها. فالنائب الياس جرادة معروف بأنه شيوعي الهوى، وأسامة سعد والبزري هم من داعمي المقاومة ويُرجّح أنهم سيقترعون بالورقة البيضاء. ولكن من الأكيد أنهم لن يقترعوا لجعجع، وهذا ما يزيد من تقليل الحظوظ القواتية في الظفر بالسّيطرة على القصر الرئاسي في الفترة القادمة.

وفي السياق ذاته، يعرف نواب التغيير جيدا أنّ معظم ناخبيهم لا يكنّون شيئًا للقوات، وفي حال تصويت أحد من نواب التغيير لجعجع، فإن الطاولة الشعبية ستقلب نهائيًا على كامل التكل؛ لأنّ القوات اللبنانية حزب نافذ في الدولة وشريك في المنظومة الحاكمة منذ أكثر من ١٧ عامًا.

شوائب كثيرة تدخل مفاوضات وتحالفات الإنتخابات الرئاسية.وفي كل يوم سنقرأ صفحات جديدة عن تحالفات ربما تكون هجينة، لكن في السياسة اللبنانية لا شيء هجينا، فمن المعروف أنّ السياسة والمبادئ خطان متوازيان لا يلتقيا.

الأكثر قراءة