تعرف على الجالية العربية في برلين

مغتربون | | Tuesday, August 16, 2022 9:16:00 AM

لوحظ تواجد الجالية العربية في برلين وفي المانيا بالعموم بشكل واضح بعد الحرب العالمية الثانية.

حيث شكلت فرص العمل التى أنتجتها عملية إعادة التعمير للبلاد حافزًا لهذه الجاليات لتحسين أحوالهم.

وعلى الرغم من ذلك إلا أنّ الأعداد لم تكن كبيرة نظرًا الى انغلاق المجتمع الألماني.

ومع ازدياد ازدهار الاقتصاد احتاجت المانيا الى الكثير من الأيادي العاملة للقيام بالأعمال الدنيا التي عزف الألمان عن القيام بها.

وهذا أدى إلى موجات كبيرة من الهجرة خاصة من تركيا والمغرب.

لنتعرف في مقالنا على نبذة عن الجالية العربية في برلين.

الجالية العربية في برلين


تشير التقديرات الى ان هنالك حوالي مليون مهاجر عربي يعيش في المانيا معظمهم في برلين.

وأنّ اكثر من نصفهم يملكون الجنسية الالمانية وأغلب هؤلاء المهاجرين من المغرب وتونس وفلسطين وسوريا ومصر ولبنان والعراق.

كما تشير آخر المسوحات الى أن أعداد كبيرة منهم يحملون الشهادات الجامعية.

إن الهدف الأساسي لهؤلاء المهاجرين كان تحسين ظروفهم الاقتصادية.

لذلك كان التخطيط لهم بالبداية العمل لفترة قصيرة ثم الرجوع الى بلدانهم لذلك لم يصطحبوا عائلتهم معهم ومع مرور الوقت بدأت هذه الهجرات بالتزايد والاعداد لتشمل حتى طلبة المدارس.

 

الجالية الفلسطينية


واحدة من أكبر الجاليات العربية في المانيا بدأت في أواخر الخمسينات ومطلع الستينات للدراسة الجامعية وانتهت باستقرار أعداد كبيرة.

بعد ان توفرت لهم فرص عمل جيدة في ميادين مختلفة، ويتواجدون في المدن الكبيرة.

ويعملون في كثير من المجالات منها الطب والهندسة والتدريس وإدارة الأعمال بالإضافة إلى الأعمال اليدوية والحرفية.

استمرت هذه الهجرة لليوم حيث تشير الاحصائيات أن هنالك ما يقارب خمسة آلاف طالب في مختلف الكليات.

الجالية اللبنانية
لا توجد إحصائية محددة لعدد اللبنانيين الأصليين المقيمين في ألمانيا.

وقد تراجع عدد اللبنانيين بعد الاتفاق الذي وقع بين الحكومة الألمانية واللبنانية لدفع تعويض للاجئين شرط عودته إما طوعًا أو تسفيرًا.

وتعتبر الجالية اللبنانية من أكثر الجاليات التي تم تجنيس أفراداها، كما أنهم يتمتعون بموضع اقتصادي جيد جدًا.

ويشغلون مراكز مهمة في الحقول الاقتصادية والعلمية والطب والجراحة إضافة إلى أصحاب شركات تجارية النقل الخارجي والمطاعم.

جالية المغرب العربي
تتشكل بشكل كبير من المهاجرين المغاربة والتوانسة.

التي جاء أفرادها إلى ألمانيا في السبعينات بعقود عمل إثر استعانة بعض المصانع الالمانية ومناجم الفحم الحجري وبعض القطاعات العامة كمصلحة سكة الحديد بهم او المصانع الانتاجية.

ويقدر عددها اليوم مع أفراد من المغرب العربي مثل موريتانيا والجزائر بحوالي 80 الف.

الجالية السورية
بدأت هجرة الجالية السورية إلى ألمانيا في مطلع الستينات وازدادت في الفترة الاخيرة نظرًا للظروف والمشكلة السورية.

وتعتبر من الجاليات المميزة لأن العديد منهم يحتل مراكز جيدة في ألمانيا وتتمتع بنسبة تعليم عالية تصل الى 80%.

وفيها عدد كبير من الاطباء والمهندسين وأساتذة الجامعة.

جاليات مختلفة
ينطبق على الجالية العراقية ما ينطبق على الجالية السورية ايضا على الرغم من انها غير قديمة مثل الجاليات العربية الاخرى.

أما باقي المهاجرين العرب يتنوعون ما بين مهاجرين من مصر والسودان والصومال ويتوزعون بين أساتذة جامعة ومعاهد او عمال او طلاب او طالب لجوء سياسي.

وعلى الرغم من هذه الأعداد الكبيرة إلا أننا نجد أن الجاليات الخليجية ما زالت قليلة وتندرج تحت فئة الطلاب فقط

عوامل زيادة معدلات الهجرة
شكلت عوامل عديدة حصلت في العقود الأخيرة الى زيادة أعداد المهاجرين أهمها:

سوء الحياة الديمقراطية العربية ساهمت بشعور العديد من المواطنين العرب بالغربة في أوطانهم، مما يدفعهم إلى الهجرة سعياً وراء ظروف أكثر حرية واستقراراً.
انخفاض العائد المالي ومستوى المعيشة لأصحاب الكفاءات العلمية الذي يضمن لهم حياة كريمة، ويؤمن مستقبل لأبنائهم في وطنهم الأم.
انعدام جودة نظام التعليمي، وفقدان الارتباط بين أنظمة التعليم ومشاريع التنمية والبحوث العلمية.
أدى سفر الطلاب إلى الخارج للتعلم الى زيادة اعداد المهاجرين، وخاصة أهم تأقلموا مع أسلوب الحياة الأجنبية، واستقرارهم في الدول التي درسوا فيها، والتأثر بمجتمعاتها
توفر الجو العلمي المناسب، مقارنة بالموجود في بلادهم الأصلية
معاناة اصحاب العقول في مجتمعاتنا العربية، وانعدام وجود بعض الاختصاصات التي تناسب طموحاتهم، كعلماء الذرة، وصناعات الصواريخ والفضاء، والعلوم البيولوجية.
عدم تقدير العلم والعلماء في معظم الدول العربية، وعدم ثقة بهم وبالأفكار غير التقليدية، عدم وجود المناخ الملائم للبحث العلمي، والعجز عن إيجاد عمل يناسب اختصاصاتهم العلمية.
مساهمة الجالية العربية في برلين في الحياة الاجتماعية العامة
مع مرور الوقت والسنوات بدأ الشباب العربي بإدراك تواجده ضمن المجتمع الالماني، وضرورة التواصل مع أفراد وعادات وتقاليد هذا المجتمع.

مع إدراكهم لضرورة المحافظة على ثقافتهم وهويتهم، وساهم هذا الشيء بمساعدة هؤلاء الشباب على وضع بصمتهم في جوانب الحياة المختلفة، وساعد العديد من الجاليات العربية على الخروج من عزلتهم.

على الرغم من هذا الاندماج الا أن هنالك فئة استجابات لهذا الاندماج بطرق غير مناسبة ومتشددة، مما أثر بشكل سلبي على الجالية العربية هنالك.

أبرز أنشطة الجالية العربية في برلين
منذ بداية الهجرة إلى ألمانيا وكان هنالك نوعًا من الهجوم على الهوية العربية لهؤلاء المغتربين.

وتطلب هذا الشيء العمل من قبل هذه الجاليات للمحافظة على هويتهم وترسيخها في عقول أبنائهم.

وذلك من خلال العديد من الأنشطة الثقافية التي اتخذت صور عدة من أبرزها الاهتمام ببناء المدارس، المراكز الثقافية العربية، واتحادات المغتربين العربية.

كل هذا ساهم بأن يصبح للمغتربين العرب حالياً، دور سياسي وتنموي وثقافي، يمكن أن يكون له انعكاسات هامة على العالم العربي.

سواء في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي، أو الاستثمارات، وغيرها من المجالات الحيوية، التي من المؤكد أنها ستساهم في الدفع بعجلة التنمية في بلدانهم الأم.

مستقبل الجالية العربية في برلين ودورهم في السياسة الألمانية
يمكن التنويه هنا، على ضرورة انتساب بعض أفراد الجاليات العربية، لعضوية الأحزاب الألمانية، بمختلف انتماءاتها السياسية.

وإننا نرى في الانخراط بالعمل السياسي في ألمانيا، طريقة هامة وحساسة، لإبلاغ صوت المواطنين ذوي الأصول العربية.

هذا النشاط السياسي يجب أن يرافقه نشاط وحضور إعلامي والذي يتمثل بامتلاك المؤسسات الإعلامية لإيصال الصورة الحقيقية عن واقع المغترب العربي وقضاياه وجعل الحوار ولقاء الحضارات والثقافات والآراء.

إن القناعة بالحوار والتفاهم بين كافة الأطراف سيكون حافزًا أكبر لتفهم الواحد للآخر، وستكون حصيلته السياسية، رديفا كبيرا وداعما لتلك التوصيات الأكاديمية.

حيث أن هؤلاء الشباب، يعتبرون جسورا حقيقية، تربط بين مجتمعاتهم الأصلية والمجتمع الألماني، وينبغي أن يكونوا عناصر نشطة في حوار الثقافات من خلال المنظمات الحزبية السياسية.

فالأجيال الجديدة من هؤلاء الشباب العربي المثقف، شبت وترعرعت بألمانيا، وتحمل الأغلبية منهم الجنسية الألمانية، ويشعر الكثير منهم، بأنهم أوربيون وطنًا، ومسلمون دينًا.

كما يعتبر العديد من هؤلاء الشباب المجتمع الألماني، مجتمعهم الذي لا بديل عنه، ويفكر القليل منهم بالرجوع إلى بلد أبائهم.

الأكثر قراءة