هجرة الأدمغة مستمرة.. أساتذة يتركون عملهم ويسافرون بحثًا عن الفريش دولار..

خاص | | Tuesday, September 20, 2022 9:16:00 PM

لا شك أنّ أساتذة التعليم الرسمي والخاص يعيشون أسوأ مراحل حياتهم في ظل الأزمة التي جعلت رواتبهم تفقد قيمتها الشرائية، وزيادة مليون أو مليوني ليرة على الراتب لن تبعد شبح الفقر عن بيوت الأساتذة، فمنهم ما زال متمسكًا بالصبر، ومنهم من اختار طريق الهجرة والعمل بأيِّ مهنة أخرى تؤمّن له قوت عائلته.

بعد الأطباء، المهندسين، وغيرهم من أصحاب العلم، أتى الدور على الأساتذة. فهجرة الأدمغة ستبقى مستمرة طالما أنّ الأزمة في لبنان تتابع استمرارها خصوصًا مع التخبط الحاصل في تسجيل الطلاب وأقساط المدارس التي أصبحت فوق قدرة أصحاب الدخل المحدود، فهجرة الأساتذة وصعوبة تسجيل بعض الطلاب تنذر بانهيار سريع في القطاع التربوي سيدفع ثمنه جيل بأكمله.

هذا هو الواقع الأليم الذي دفع أستاذ اللغة العربية أحمد رضا لوضع شهادته في خزانة منزله والإتجاه للسفر إلى الكونغو للعمل بمهنة تختلف عن ما درسه في الجامعة سعيًا منه لتأمين قوت عائلته التي تعيش في لبنان، بعد أن خيّم فوق منزله شبح الفقر من جراء الإنهيار الإقتصادي الذي يضرب لبنان.

الأستاذ أحمد لفت في حديث لموقع "Diaspora on" إلى أنه " لم يترك الوضع في لبنان لنا أي خيار للبقاء ومواجهة الأزمة، فبعد أكثر من ثلاث سنوات على بدايتها، لم نعد قادرين على الوقوف بوجه الإنهيار المالي المتسارع، حاولنا الصبر على ما يحصل لكن وصلنا إلى طريق مسدود، فقررت الهجرة كي أستطيع تأمين حياة كريمة لعائلتي".

وأشار إلى أنّ " الأستاذ في لبنان يعيش على راتب محدود، والدولة لا تنظر بوضعه في الظروف الراهنة، وراتبه الذي يتقاضاه على الليرة اللبنانية لم يعد يكفي لتسيير أمور منزله في ظل تخطي سعر الدولار ال ٣٥٠٠٠ ليرة، وهذا ما جعل الأساتذة في لبنان غير قادرين على التأقلم في ما يحصل".

وأضاف: " أعمل هنا في محل لبيع المواد الغذائية وأتقاضى راتب بالدولار يساعدني على تأمين مستقبل عائلتي، لكن التأقلم بالعمل صعب نوعًا ما، فاختلاف العمل بين اختصاصي العلمي وعملي الحالي يصعّب عليي التأقلم لكن تأمين عائلتي يجعلني أملك صبرًا لأتخطى الفترة الأولى وأتأقلم مع الوضع".

وأردف: " في كل يوم أدعو أن تتغير ظروف لبنان لأعود إلى عملي وأبقى إلى جانب عائلتي، فمهما قسى عليك بلدك يبقى هو المكان الدافئ لكل لبناني، وأمني النفس بأن أعود وأجد الأوضاع متغيرة إلى ما هو أفضل للبنان وشعبه".

الأكثر قراءة