في ليلة إنسانية ساحرة، جمعت جمعية "Les Toits de Beyrouth" ابناء الجالية اللبنانية في فرنسا واصدقاء لبنان الفرنسيين تحت قبّة قاعة الاوبرا في فندق الإنتركونتينتال في العاصمة الفرنسية باريس، في حفل عشاء خيري هو الأوّل لها مساء الجمعة 7 تشرين الأول تحت شعار " المثابرة تتغلب على كل شيء".
إنّ الحضور الكبير، كان بموازاة التنظيم المميز لفقرات الحفل الذي رعاه سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان، والذي حضره لفيف من الشخصيات الإجتماعية والسياسية والثقافية اللبنانية والفرنسية، وقدّم فقراته الإعلامي موريس متّى. وكان في طليعة الحضور السفير عدوان، النائب سيمون أبي رميا، المونسينيور جميّل، السوبرانو اللبنانية الفرنسية ريما طويل، عدد كبير من رجال الأعمال وسيدات المجتمع، ووجوه صحافية بارزة في مقدّمها الكاتب الفرنسي الشهير اندريه بيركوف.
ad
إفتُتح الحفل بعرض راقص ومبهر بتوقيع استاذة الرقص لمياء صفي الدين وابنتها نياد دو لابيار، لتنطلق بعده الكلمات الرسمية في الحفل.
بداية مع السفير اللبناني في باريس رامي عدوان، الذي لا يترك فرصة إلّا ويستغنمها للتعبير عن تقديره للجهود الكبيرة التي تقوم بها جمعية "Les toits de Beyrouth" لا سيّما في الفترة الاخيرة على خطّ الاغتراب اللبناني بين فرنسا ولبنان، مشدّدا في كلمته على أنّ بالعطاء والقوّة والعدالة يمكننا إعادة بناء وطننا لبنان.
وركّزت كلمة عدوان على الدور اللبناني والصعوبات التي يمر بها لبنان، مؤكّدا أنّ "الامل دائما موجود من خلال الجاليات اللبنانية والمبادرات الفردية والجمعيات كجمعية سطوح بيروت في لبنان وجمعية Les toits de Beyrouth التي كان لها اكثر من مبادرة تجاه لبنان في العاصمة الفرنسية باريس".
من جهتها شكرت مؤسّسة ورئيسة الجمعية، الإعلامية داليا داغر الحضور، وتحدّثت عن الجمعية التي تتميّز بسنوات طويلة من العطاء المستمرّ والنضال في سبيل العمل الانساني والإجتماعي. فإعتبرت داغر أنّ "هذا الحفل ليس إنكاراً للمعاناة التي يمرّ بها لبنان، بل على العكس هو رسالة لنقول إنه يمكننا مساعدة وطننا من دون الوقوع في كليشيهات البؤس".
وتابعت: "البعض منكم يعرف جمعيتنا ولأولئك الذين يكتشفون عملنا أذكركم بأننا جمعية إنسانية وغير سياسية ولقد قمنا بمجموعة كبيرة من الأنشطة الاجتماعية والانسانية على مدار سنوات".
وبعدها عرضت داغر ميزانية الجمعيتين ونسبة المساعدات التي قدّمتهما على مدار الـ10 سنوات الأخيرة، كما قدّمت لمحة موجزة لأبرز أنشطة الجمعية سواء في المساعدات المالية، والرعاية الطبية المختلفة، وتقديم الحصص الغذائية، وتنظيم الحفلات وتوزيع الهدايا.
وفي هذا السياق ايضا، لفتت داغر الى دور "سطوح بيروت" في أعقاب الانفجار الذي وقع في 4 آب، إذ قامت بتمويل ترميم العديد من الشقق من بناء الأسقف إلى أعمال السباكة والكهرباء. وتطرّقت داغر الى مبادرة "كتّر خيرك"، التي تسمح للمرأة اللبنانية بإنتاج "المونة" ومساعدتها في تسويقها وبيعها في الداخل والخارج.
وقالت: "بسبب انخفاض قيمة الليرة اللبنانية ورفض البنوك صرف الشيكات أصبح من الصعب أكثر فأكثر الدفع بالدولار الاميركي لأنّ غالبية المعدات أصبحت أولوية في المساعدات التي نقوم بها. ولتلبية الاحتياجات التي زادت في سياق اقتصادي صعب للغاية تحتاج جمعية "سطوح بيروت" إلى التمويل من أجل البقاء والاستمرار، لذلك نحن نناشد تبرعاتكم لمواصلة معركتنا".
وأضافت: "في حفل العشاء الأول هذا، أود أن أتقدم إليكم بجزيل الشكر؛ حضوركم هذا المساء له بعد وجودي إنه يظهر أن الشتات اللبناني يفي بوعوده من خلال دعم مبادراتنا باستمرار. حضوركم هذا المساء يعكس ارتباطكم بالقيم التي نتمسك بها وقيم التضامن والمشاركة التي يمكن أن تمكننا من بناء شبكة من المساعدة المتبادلة بين الجمعيات المختلفة لأننا معًا أكثر فعالية، ومعًا سنذهب إلى أبعد من ذلك في مشاريعنا الإنسانية المختلفة".
وفي خلال الحفل، إستعرضت داغر أمام الحضور 3 حالات إنسانية تعاينها الجمعية بحاجة الى المساعدة: "الشابة جولي بشير (18 عاما)، مصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، بحاجة إلى عملية زرع نخاع عظمي؛ شادي كلدوسيان شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، يعاني من مرض نادر للارتداد العضلي، بحاجة إلى تأمين تكلفة تعليمه الجامعي؛ زينب عبد الجواد وهي فتاة صغيرة احتاجت إلى عملية زرع نخاع عظمي جرت عمليتها في إيطاليا، وهي بحاجة اليوم إلى تأمين تكلفة تعليمها".
وأعلنت داغر أن الأب زياد حداد، الرئيس العام السابق لسانت فنسنت دي بول، سيتولى منصب نائب رئيس جمعية "Les Toits de Beyrouth"، وسيكون ممثلها في باريس هذا العام. كما وأغتنمت داليا الفرصة للإعلان عن افتتاح مكتب تابع لجمعية "Les Toits de Beyrouth" برعاية الأب حداد، حيث سيكون مفتوحا ليستقبل متطوعين يرغبون في أن يكونوا جزءًا من مسيرة هذا النضال الإنساني.
إنتقل الحضور بعد كلمة داغر، الى سحب التومبولا، في حين استطاعت الجمعية الحصول على خمسين هدية من لبنان وهدايا أخرى من باريس لمساعدة الحالات الانسانية التي عرضها اثناء الحفل، الذي اختتم بأجواء موسيقية مع الـDJ ريمون جوان.