أحد عشر شهرًا في الغربة وشهر في لبنان المغتربون يعانون من البعد.. المغترب خضر شعبان: الغربة صعبة ولو توفرت فيها كل أساليب الراحة..

خاص | | Tuesday, November 29, 2022 9:10:00 PM

يسافر اللبنانيون إلى بلاد المهجر بحثًا عن الرزق، فمعظمهم يغيب ١١ شهرًا ويأتي الى لبنان ليمضي شهرا واحدا في السنة، احد عشر شهرًا يمضيها المغترب يصول ويجول في بلاد الإغتراب ليؤمن لعائلته حياة كريمة على حساب بعده عنها، وليس هناك من يكون يعيدا في بعده عن عائلته وبلده، وإجازة شهر واحد لا تشبع المغترب من النظر في عيون اطفاله.

الغربة تبعد المواطن عن بدله وعائلته واهله، فهناك الكثير من المغتربين عادوا ووجدوا اهلهم قد فارقوا الحياة، وكثير منهم ايضا حُرموا من التواجد إلى جانب أبنائهم في لحظات فرحهم او نجاحهم او حتى مرضهم، وهذا ما يخلق فراغ عند الأولاد من جهة وشوقا كبيراً عند الأب المغترب من جهة أخرى.

وعطفًا على كل ما تقدم، فعلى مدار ١١ شهرا يعيش المغترب وحيدًا بعد عمله طول النهار جالسا بين جدران منزله يكلم اولاده عبر الهاتف، متمنيا لو انه يقدر عبور الشاشة لاحتضان اولاده، فهذا المغترب الذي يفني حياته لاجل حياة عائلته، يستحق ان يعيش حياة اجمل من الوحدة التي يعيشها.

موقع "Diaspora on" تواصل مع المغترب اللبناني في غامبيا خضر شعبان، الذي لفت إلى أن " الغربة سرقت مني حياتي، فأنا أعمل في النهار وأتكلم مع اولادي في الليل، دون أن استطيع التواجد الى جانبهم، فالغربة صعبة على قلب كل أب، وقاسية حتى ولو توفرت فيها كل أساليب الراحة، فلا راحة دون الجلوس إلى جانب الأولاد أو الأهل".

وأشار إلى أن " سنين عمر ضاعت في الغربة لأجل تأمين حياة كريمة لأولادي ومساعدة أهلي وتأمين حاجاتهم، فمن جهة انا مرتاح لأن عائلتي بخير ومن جهة أخرى اتمنى لو أستطيع التواجد الى جانبهم في كل لحظة فأنا تعبت من البعد عنهم، والدتي توفيت ولم استطيع التواجد، وابنتي تخرجت ولم استطع ايضا ان أكون الى جانبها فهذه المشاعر تؤذي المغترب وتجعله يعاني من البعد".

وأضاف: " في ظل الأوضاع الإقتصادية المتدهورة في لبنان لا أستطيع التفكير في العودة والإستقرار هناك، فالأعمال في لبنان ليست على ما يرام ولا أستطيع أن أغامر في هذه الظروف، لذلك سأتحمل البعد لحين انجلاء الأمور وتحسن الأوضاع في لبنان".

وأردف: " أتوجه لدولتنا بالطلب منها أن تجد حلا لما يحصل في لبنان لأن العديد من المغتربين ينتظرون على احر من الجمر تحسن الأوضاع في بلدنا لنعود اليه ونستقر الى جانب عائلاتنا دون أن نعاني من آلام الغربة".

الأكثر قراءة