جزء كبير من المغتربين الجدد سافر للعيش بإستقرار.. المغترب موسى عابد: سافرت لأبتعد عن الشقاء والتعب ولأجل الإشتياق للشعور بالإستقرار

خاص | | Monday, January 30, 2023 12:16:00 PM

في ظل الظروف القاهرة الذي يمر بها البلد وإقتصاده تزداد هجرة اللبنانيين إلى بلاد مستقرة إقتصاديا يصلح العيش فيها، الجديد في هذا الأمر ليس الهجرة، بل العدول عن العودة إلى لبنان، فلطالما شاهدنا مغتربين يزورون البلدة مرة أو مرتين سنويا، إنما في ظل هذه الظروف، بات المغترب الذي هاجر منذ زمن يخاف زيارة لبنان نظرا لهشاشة أوضاعه في مختلف المجالات، من الامن الى الإقتصاد وغيرها، لكن المغترب الذي هاجر بعد بدء الأزمة، وخصوصا من سافر براتب متواضع، يضع نصب عينيه موضوع السفر هو موضوع حياة جديدة في بلد جديد لا ليؤسس نفسه ويعود للإستقرار في لبنان.

ظاهرة الإستقرار الدائم في الغرب باتت منتشرة بين المغتربين الجدد، إذ أن سفرهم أتى بعد عناء من انهيار الوضع في لبنان وصعوبة العيش فيه، وهذا ما سبب لهم التعب النفسي والمادي وهاجروا ليحصلوا على الراحة وينتهون من متاعب التفكير بالواقع المتردي، وهذا ما يجعلهم يشعرون بالإشمئزاز عند التفكير بالعودة إلى البلد، هذه الظاهرة أقل ما يقال عنها أنها خطيرة، إذ أن بعد إفراغ البلد من طاقاته الشبابية، بدأ إفراغه من أبنائه الذين كرهوا العيش فيه بفضل أفعال الساسة وسرقات القيمين على المال والإقتصاد.

موقع Diaspora on تواصل مع المغترب اللبناني في دبي موسى عابد، الذي لفت إلى أن " لا أحد يفكر أنني هاجرت لأحصّل المال الكثير أو أجمع ما تيسّر وأعود إلى لبنان، بل هاجرت لأبتعد عن الشقاء والتعب الذي تسبب به الوضع في لبنان لي ولكل شاب يعيش في البلد، فأنا لم أسافر لأجل العمل فقط، بل سافرت لأجل الإشتياق للشعور بالإستقرار في أي مكان في العالم".

وأشار إلى أن " ثلاث سنوات على بداية الأزمة في لبنان لم نشعر بلحظة إستقرار فيها، فالدولار يقضي على ما تبقى من عملة بين يدينا والعملة الوطنية باتت بلا أي قيمة والغلاء حطم مستقبلنا وأحلامنا، وكل هذا وأكثر دفعني للسفر إلى دبي لأعمل في إحدى مطاعمها لقاء 750 دولارا في الشهر، وهذا المبلغ لا يساعدك على العيش هناك برفاهية بل يجعلك تشعر بالإستقرار إلى حد ما بعيدا عن أي مشاكل إقتصاديا أو أمنية",

وأضاف: " هنا تعرف أن راتبك محدود وترتب أوضاع معيشتك على أساسه، على عكس لبنان تماما، فعندما ترى الدولة أمورك جيدة تفعل ما في وسعها لتبعثر كل ما جنيته، فتارة يرتفع الدولار وتارة ينخفض، وتارة تطير الأسعار وتارة يأخذون مال المودعين".

وأردف: " الإستقرار الذي أعيشه هنا يجعلني أنسى لبنان ومشاكله، فإذا كانت بلاد الغربة تؤمن لي حياة كريمة وإستقرارا نفسياً فأهلا بها طول العمر، وإن كان بلدي الأم يؤمن المشكل والإنهيار النفسي والمادي والمعنوي فوداعا له ولحكامه".

الأكثر قراءة