الإرتطام يقترب.. والشعب فقد قدرته على العيش.. المغترب محمد الحاج: عدت إلى سفري منذ أسبوع وما رأيته في لبنان يثير القلق من ما هو قادم..

خاص | | Monday, March 13, 2023 2:51:00 PM

 

شيئاً فشيئاً، يقترب الوضع العام في لبنان من الإرتطام، في ظل الإنهيار الإقتصادي الذي أثّر بشكلٍ مباشرٍ على كامل قطاعات البلد، فلم يبقى قطاع يستطيع الإستمرار في العمل وتسيير شؤون المواطنين في ظل الهبوط الحاد في قيمة العملة المحليّة، وعجز الموظفين عن الوصول إلى أماكن عملهم، وذلك لأن الراتب لم يعد يكفي لعدة أيّام من الشهر، إضافة إلى أن المراكز الرسمية والمستشفيات والمدارس وغيرها، باتت تفتقد إلى اللوازم التي تساعدها على الإستمرار في العمل، إذ أن الموازنة التي تفرزها الدولة للمؤسسسة بالعملة اللبنانية، وفي المقابل كل المستلزمات والحاجيات باتت مدولرة.

مع مرور الأيّام، وازدياد الإنهيار، نقترب من الإنفجار الإجتماعي، إذ أن الوضع الإجتماعي للعديد من العائلات اللبنانية بات في الحضيض، وبات ربّ العائلة عاجز عن تأمين قوت عائلته، وكما قال الإمام علي، " عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم يخرج شاهراً سيفه"، وهذا ما سيحصل في لبنان، إذ أن سيوف الشعب باتت على أهبّة الإستعداد للخروج من أغمادها، وإن خرجت سنكون أمام ثورة جياع ستزيد من خطورة الوضع القائم، وستعيدنا إلى أيام خلت عندما نذكرها نقول " تنذمر وما تنعاد".

لا زال الشعب يعتاش على المساعدات التي تقدمها بعض البلديات والأحزاب والجمعيات، لكن صندوق مونة أو مساعدة طبية، لن تكونا الحل لوقف الفقر والجوع داخل العائلة، ومع ازدياد الإنهيار سنرى هذه المساعدات تشحّ أكثر فأكثر، حتى يصل المواطن إلى مكان يشهر فيه سيفه لمواجهة من سبب الجوع لعائلته.

موقع Diaspora on تواصل مع المغترب اللبناني في الغابون محمد الحاج، الذي لفت إلى أن " لبنان بات أمام مرحلة حسّاسة في الوضع القائم، والشعب لم يعد يحتل الإنهيار الإقتصادي، وبالطبع، إستمرار الواقع كما هو عليه، سيأخذنا إلى مواجهات في الشارع مجهولة أقطابها ومعروفة خسائرها. أمّ أقطابها فهم الفقراء والجياع من الجهة، والأحزاب السياسية التي ستحاول ركب الموجة كالعادة، لتنقسم بيروت إلى شوارع بمواجهة بعضها، كما كان يحصل تماماً في السابق". أما عن الخسائر فكلنا نعرف أنها ستكون في الأرواح والممتلكات.

وأشار إلى أن " إذا شهر الشعب سيفه، لن ينفع حينها الندم، سيخرج الوضع من أيدي الساسة والشعب والحكّام، وسيصبح البلد ساحة صراع بين مناصري الأحزاب وأنصار الحكام الذين يموتون في الشارع لأجل بقاء الحاكم على عرشه، وهذا الواقع أصبح قاب قوسين أو أدنى، خصوصاً مع انتشار السلاح بين أيدي اللبنانيين بشكل متفلّت".

وقال: " منذ حوالي الأسبوع عدت إلى سفري، وما رأيته في لبنان يجعلني قلقاً إلى حد كبير من ما هو قادم، وكأننا أصبحنا في حالة حرب، الدولة بلا هيبة، والتجار يحكمون الشعب، والسلاح على الخصر اصبح أمراً طبيعيّاً، ناهيك عن معدّل الإنتحار الذي يزداد يوماً بعد يوم بسبب الفقر والجوع".

وأردف: " كمواطن لبناني مغترب، أطلق الصرخة الأخير للمسؤولين والمجتمع الدولي، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل فوات الأوان، وحدوث الإرتطام الذي قد يعيد البلد إلى الوراء لعشرات السنوات".

الأكثر قراءة