بين الهبوط والصعود عاشت الليرة اللبنانية في السنوات الثلاث الماضية، حتى وصلت إلى حالة الإنهيار التام، وذلك بعد أن تخطى سعر صرف الدولار المئة ألف ليرة، في ظل صمتٍ سياسي وشعبي مبهم، فلا الساسة يتحركون لأجل ما يحصل، ولا الشعب يحرّك ساكناً، كل شيء في لبنان بات في خانة الضياع، وأموال المغتربين وصلت إلى مكان لم تعد تستطيع فيه أن تنشل وطن بأكمله من الخراب المالي الذي يعاني منه.
هو يوم أسود في تاريخ لبنان، يوم لن تمحوه السنين القادمة من ذاكرة الشعب اللبناني، وهذا الشعب ذاته لا زال عاجزا عن الكلام، إما بسبب الولاء السياسيّ، وإمّا بسبب العجز عن النزول إلى الشارع، لأن يوم عطلة عن العمل يقابله يوم جوع للعائلة، إذ أصبحت الوجبة الواحدة في المنزل تحتاج إلى أكثر من ثلاثمئة ألف ليرة،خصوصاً بعد ان تخطى سعر ربطة الخبز الـ 45000، وليس غريباً أن يصبح الطعام في القادم من الأيّام، لمن استطاع إليه سبيلا.
حاكم المصرف محاط بحرّاسه، ورئيس مجلس النواب يستقبل الضيوف ويودّع، أمّا رئيس الوزراء، يعتبر سلامة ضابط من ضباط الحرب، ولا يقبل بإقالته، دون أن ينتبه أن الضابط الفاسد يجب إعدامه في وسط ميدان المعركة.
موقع DIASPORA ON تواصل مع المغترب اللبناني في أبيجان، حسّان حيدر، الذي لفت إلى أن " مؤسف ما يحصل في لبنان أمام أعين الزعماء الذين أفهموا مناصريهم أن كلٌّ منهم على حق، حتى ضاع البلد وضاعت أمواله بين جيوب الذيت استثمروا هذا الوطن لمصالحهم وأهدافهم الشخصية، دون أن يفكروا بعد اتفاق الطائف أن السياسات المالية الخاطئة ستوصل البلد يوما ما إلى الإنهيار الإقتصادي الذي سيضرب كل مؤسسات الدولة".
وأشار إلى أن " الدولار الواحد بمئة ألف، هذا المشهد لم نرى مثله من قبل، والمؤسف أكثر، أن الشعب لا زال يجلس ويتحسر على ما يحصل، والساسة في قصورهم الفخفة، لا يهمهم إن أكل شعبهم أم عاش أم ذهب ضحية الإكتئاب الذي بات يسيطر على الجزء الأكبر من الشعب اللبناني".
وأضاف: " كل سياسيّ يصرّح بتصريحات مبطّنة ليس لها لا قيمة ولا معنى، والحقيقة، أنهم كلّهم ينتظرون الفرج الذي سيأتي بظرف من الخارج، يملي عليهم ما يفعلون في المرحلة القادمة، فساستنا بلا شخصية تستطيع إدارة البلاد، وهم ليسوا إلا آداة بيد أسيادهم في الخارج".
وأردف: " أصبح نهوض البلد من الحفرة التي وقع فيها صعبٌ جدّاً، والإستمرار بهذا الوضع أصعب، وإن لم يأتي القرار الخارجي بمساعدة لبنان فالسلامُ عليه، وعلى تاريخه وعلى شعبه".