تذمر إغترابي من سكوت الشعب المقيم في لبنان.. فهل الشعب يعيش براحة ولم يؤثّر عليه انهيار العملة؟  

خاص | | Wednesday, March 15, 2023 3:47:00 PM

 

على وقع اختراق الدولار لعتبة المئة ألف ليرة، واستمراره بالإرتفاع، ووسط ترقب المغتربين لثورة حقيقية ينتفض بها الشعب بوجه من ساهم بإيصال الدولار إلى هذه المرحلة، خُذِلَ المترقّبون، ومرّ نهار الثلاثاء الذي اعتبر يوماً أسوداً في تاريخ لبنان مرور الكرام، دون أيّ ضجّة تذكر، فلا تحرك من هنا، ولا صرخة شعب دوّت في الأجواء، ولا حتى اعتراض إفتراضي، فالأمر اقتصر على إنشاء نكات فكاهيّة حول الدولار ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعي، وكأن الأمر يستدعي الضحك أو الإستهزاء، فالشعب اللبناني لم يحرّك ساكناً، ولم يفجّر غضبه، على الرغم من أن الحياة باتت لا تطاق في ظل كل ما يحصل.

الترقب لم يقتصر على المقيمين فحسب، بل كل مغترب لبنانيّ كان متربص أمام الشاشة مقلّباً بين القنوات، ينتظر خباً من هنا أو عاجلاً من هناك، يعلن عن بدء ثورة حقيقية في البلد، إنما الخيبة أصابتهم في النهاية، وكأنّ المقيمين باتوا مرتاحين على أوضاعهم، ويشعرون بارتياحٍ ماليٍّ يمنعهم من الإنتفاض بوجه الفاسدين، أو أن الشعب أصبح معتمداً على بضعة دولارات تأتيه من الخارج، ولم يعد يكترث إذا تحسنت الأوضاع في البلد أم تفاقمت اكثر.

لا يوجد تفسير منطقي لما يحصل، لكن التفسيرات والأفكار لم تترك عقول المغتربين في حالها، إذ أن التذمر هذه المرّة خرج منهم على المقيمين، فلم يستطيعوا ابتلاع ما حصل، بعد أن كانوا يتوقعون أن ينهض الشعب اللبناني من كبوته بعد رؤية التطبيق الذي اشار إلى تخطي الدولار عتبة المئة ألف.

موقع DIASPORA ON تواصل مع عدد من المغتربين الذين أظهروا تذمراً من ما يحصل في لبنان، إذ أكّد المغترب في الغابون محمد حلال، أن " من المعيب على شعبنا المقيم أن يترك الحكام يقتلونه ويحرمونه من العيش وهو ينظر إليهم دون الإتيان بأيّ حركة تهددهم ليرأفوا بالشعب المسكين الذي بات محرماً عليه أن يعيش بسلام، فلا أحد انتفض بوجه السلطة، وكأنهم يعيشون حياةً مليئةً بالرفاهية التي تجعلهم غير مهتمين بما يحصل في محيطهم".

من جهته، لفت المغترب في ألمانيا فضل عباس، إلى أن " رهاننا على المقيمين لم يكن في مكانه، إذ أنننا توقعنا أن وصول الدولار للمئة ألف سيكون الشرارة الأولى للإنتفاض في الشارع وبدء التغيير الذي ننتظره منذ زمن، لكننا كنا مخطئين، فسكوت شعبنا عن ما يحصل في البلد يعني أنهم راضون بما يفعله الحكّام، لهذا تستكمل الدولة العميقة خططها دون تردد بما أن ليسس هناك من يحاسبها".

بدوره، أشار المغرب في عانا هشام ناصر، إلى أن " من الواضح أن بعض المقيمين اعتمدوا على اقربائهم في الخارج الذين يؤسلون لهم ما تيسر كلّ شهر، فليس هناك تفسير لسكوتهم غير ذلك، فلو كان شعبنا جائع لشهدناه يغلق الطرقات دون أن يكترث للخلفيات التي ستحصل، لكننا بدأنا نشك أنّ هناك فقر أو جوع بسبب الأزمة التي تحصل داخل بلدنا لبنان".

وكان قلوبهم على البلد أكثر من من يعيش داخله، فالميقيمن في لبنان لم يماسوا أي ضغك على السلطة التي تستغل سكوت الشعب وتكمل في نهبها لثروات البلد، والمغتربون يظهرون تذمراً على الشعب اللبناني الذي لم يحرك ساكناً وينتظر من يساعده من الخارج".

الأكثر قراءة