لن تحل الازمة في لبنان الا بعد تفاقمها.. المغترب حسين غزال: منذ ان سافرت ولبنان يعيش بين الازمات التي تنتج تسويات

خاص | | Friday, March 17, 2023 6:24:00 PM

 

يقول بعض المراقبين الميدانيين، ان كلما تفاقمت الازمة كلما اقترب الحل، اي ان ازدياد الوضع المعيشي تأزما في لبنان، هو مدخلا للحل، كلام بعض المراقبين يستند على التاريخ، اذ ان تاريخ الازمات في لبنان منذ بدء الحرب الاهلية وحتى يومنا هذا، يوضح ان اي ازمة كبيرة في لبنان لا تحل ولا تحصل على الحلول الدولية الا بعد تفاقمها وانسداد كل الافق التي توصل الى الخلاص، وهذا ما سيحصل في الانهيار الاقتصادي الذي يضرب لبنان، اذ ان الحلول الدولية حتى الان مفقودة، والحلول الظاخليلة ترتطم بالمناكفات والكيديات السياسية، واذ اعتمدنا التاريخ مثل المراقبين، نرى انه فعليا لن تحصل تسوية الى بعد الارتطام الذي لا زال مجهول المكان والهوية والاطراف التي ستكون فاعلة فيه.

الانهيار الاقتصادي المتسارع، يوضح ان ما ينتظرنا ايام سوداء، تحملل في طياتها مشاكل من الممكن ان تحعلنا نترحم على ايام الانهيار المالي، لكن من المؤكد انها ستحمل بعد السواد غيوم بيضاء تجعل اللبنانيين يعودون للحياة من جديد، فالدول العربية والغربية الصديقة، من الممكن ان تسمح بانهيار العملة، او تأزم الاوضاع المعيشية، انما لن تسمح للبنان بالانهيار، وابرز دليل اتفاقي الكائف والدوحة اللذان جاءا بعد وصول الموس الى رقبة الشارع ففي الطائف اتى الاتفاق بعد الحروب الداخلية، وفي الدوحة اتت التسوية بعد احداث السابع من ايار، فماذا سيكون الحدث المقبل الذي سيجلب معه التسوية؟

موقع Diaspora on تواصل مع المغترب اللبناني في غامبيا حسين غزال، الذي هاجر مع اشتداد الحروب بين الاحزاب اللبنانية في اواخر الثمانينات، اذ لفت الى ان " كل مدة من الزمن يصل لبنان الى مكان مسدود اما مالية او سياسيا، وهذا الانسداد دائما ما يكون سببه السياسات الخاطئة التي تفرضها على الساسة اللبنانيين الدول التي ترعى الانفاقات والتسويات، وكأنهم يريدون ان يعلم ابناء هذا البلد ان رعاة تسوياتهم هم من يملكون زمام الامن والامان الاقتصادي والاجتماعي".

واشار الى ان "منذ ان سافرت بسبب الحرب، والدوامة السياسية في لبنان تعاد ذاتها، فتارة تتناوش الاحزاب في الشوارع، وتارة حربا ضروس مع اسرائيل تدمىدر وتقتل ونهايتها التسوية، وتارة ينهار الاقتصاد، انما المفارقة، ان الدول ذاتها التي تنص التسويات تملك وحدها حلول الازمات، وهذا سببه التبعيات التي تمتلكها المراجع السياسية في لبنان، فكل سياسي يملك ولاءئا لدولة معينة او لمحور معين، وهذه التبعية تجعل مفاتيح الازمات في لبنان بيد اصحاب التسويات".

وأضاف: " واثق مما اقول، التسوية او الحل في لبنان لن يأتيا الا بعد خضة كبيرة في الشارع، يذهب على اثرها ملوك الاحزاب المتنازعة الى تسوية في مدينة عربية لا زالت مجهولة الهوية، يدعسون على من قتل في الخضة، ويتصافحون على اسس تسوية جديدة ترقد الشعب المنهك لعدة سنوات قبل ان نعود الى ازمة جديدة وننتظر تسويتها".

على مدار ثلاثين عاما، عاش لبنان في دوامة الازمات التي تحلها التسويات، وسيبقى البلد يعيش في الدوامة ذاتها الى ان نصل الى يوم نخرج فيه من عبائة المحاور، والتبعيات، ونصبح فعليا دلة ذو سيادة واستقلال ونملك القرار والطريطق التي نخرج عبرها من الازمات قبل ان يخرج الامن من يدنا".

الأكثر قراءة