العملة تنهار والإنفجار الإجتماعي رحّب بحلقته الأولى في الشارع.. المغترب علاء معتوق: العبرة ليست بالنزول إلى الشارع، بل بالنفس الطويل الذي يملكه المتظاهرون  

خاص | | Tuesday, March 21, 2023 3:38:00 PM

 

طار الدولار وكأنّه سيارة فقدت فراملها، وطار معه البلد وإقتصاديه وعملته، فبعد سنوات من تقلبات الدولار التي أرهقت كاهل الشعب، ها هو اليوم يشقّ طريقاً واحداً، وهي طريق الصعود السريع، إذ أنه خلال يومين ارتفع ما يقارب الثلاثون ألف ليرة، وليتخطى حاجز الـ 143 ألفاً، ليعود ويهوي نزولاً مع تعميمٍ مبطن من حاكم مصرف لبنان معلناً الإنهيار الحقيقي لليرة اللبنانية، ومرحباً بأولى حلقات الإنفجار الإجتماعي.

لطالما حذرنا من الوصول إلى الخط الأحمر، ولطالما حذرنا من استعادة مشاهد دخان الإطارات الأسود، لكن لم يكن هناك من يسمع، وبدأنا اليوم بمشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل الخراب الذي بدأت أحداثه اليوم لكن نهايته مجهولة، فالإنفجار الإجتماعي أصبح حاجة لخروج الشعب من الأزمة الراهنة، بعد استنزاف كل المناشدات والحلول، فيما يتحفنا الساسة يومياً بخطابات لا تسمن ولا تغني من جوع، في حين ليس هناك من شريف يقف في البرلمان ويفضح من أوصل الوضع الإقتصادي إلى الحضيض.

إطارات مشتعلة، طرقات مغلقة، ومحلاّت مغلقة، هذا هو الوضع بكل اختصار في لبنان، فالشعب خرج عن طوره، والشارع بات السبيل الوحيد للمطالبة بأبسط حقوق العيش بكرامة، فالعصيان المدني أصبح الحل الوحيد عند الشعب، بعد أن سحبت الدولة يدها من ما يحصل، فكل سياسي يرمي المصيبة على الآخر، والشعب ليس بيده حل إلا الضغط عبر الشارع.

موقع Diaspora on تواصل مع المغترب اللبناني في الغابون علاء معتوق، الذي لفت إلى أن " العبرة ليست بالنزول إلى الشارع، بل بالنفس الطويل الذي يملكه المتظاهرون، فهذه الخطوة لطالما انتظرناها، ولكن على كل متظاهر أن يعلم أن خروجه من الشارع الآن يعني بقائه تحت ظلم السلطة إلى أجل غير مسمى".

واشار إلى أن " الدولار يخرب بيوت في صعوده، ويؤذي أخرى في هبوطه، والشعب وحده يدفع الثمن من لحمه الحي، فلا يوجد تاجر أو صاحب مهنة حرة إلا وأصابته سهام الدولار وأثّر على عمله ورأس ماله، وهذا ما يجب أن يحرك ضمائر الشعب لبتحرك في الشارع بوجه كل من يسكت عن الجريمة التي تحصل بحق أبناء الوطن، فبعد الصبر أربع سنوات، أصبحنا على يقين بأن السلطة ليس لديها القدرة على إصلاح ما أفسدته، ولكن إنفجار الشعب بوجهها وحده سيغيّر المعادلة".

وأضاف: " نحن على أبواب شهر رمضان المبارك، والعائلات بوضع يرثى له، ومصاريف هذا الشهر كثيرة، لكن من يحصل راتبه بالعملة المحلية المنهارة لن يستطيع تأمين حتى ربع الوجبة للإفطار عليها، فحبذا لو يتحلى حاكم مصرف لبنان بقلبل من الحكمة ويخرج لنا تعميما من تعاميمه يصب في مصلحة الناس ويخفّض الدولار ليستطيع الشعب أن يصوم ويؤمن ما يحتاجه".

وختم: " نشدّ على أيدي الثائرين، وندعوهم لعدم التراجع، والصبر حتى اتيان الفرج فلا بد للقيد أن ينكسر ولا بد لشعبنا أن ينتصر على من سلبوا حقوقه".

الأكثر قراءة