خجول مرّ عيد الأمّ هذا العام في لبنان، في ظل الأزمة التي أثرت على الشعب اللبناني، ومنعته من شراء الهدايا أو إقامة الحفلات المصغرة التي لطالما اعتدنا عليها، بسبب الغلاء الفاحش الذي ضرب الحاجيات المخصصة لعيد الأم، من قوالب الحلوى إلى الهدايا وغيرها، ولكن ما هو أصعب مما ذُكِر، هو الغربة التي أبعدت الكثير من الشباب اللبناني عن أمهاتهم بسبب الأزمة واضطرارهم للسفر لتأمين مستقبلهم ومساعدة أهلهم.
قاسٍ هذا العيد كان على الأمّهات التي تشتاق لغمرة أولادها البعيدين عن أعينهم، والبكاء عند المعايدة، كان هذه المرّة عبرة عدسة كامرا الهواتف الخلوية، فكلما دخلنا منزلاً نرا اتصالات فيديو مفتوحة بين الأبن المغترب والأم التي يغلي قلبها على فراقه، والقبلات ترسل في الهواء ممتزجة بدموع الشوق بين الطرفين.
موقع DIASPORA ON كانت مقابلته مشتركة بين المغترب في غينيا ناجي الحسن، ووالدته التي لم تستطع اخفاء دموعها خلف غصّتها، بعد أن قمنا بجمعهما بإتصال مشترك كان الإبن خلاله قد حضر لأمّه باقة من الورد أهداها إياها من بعيد.
الدموع كانت سيدة الموقف، وناجي لم يستطيع السيطرة على نفسه عند رؤية دموع أمه، إذ أكّد " أنه من الصعب أن يمر أجمل الأعياد ولا نستطيع أن نعايد أغلى الأحباب، فالغربة وقفت هذا العام حاجزاً أمام الشوق الذي أرسلته لأمي عبر الهاتف، والخيال يذكّرني بغمرتها لي وكلامها الذي لا يفارق الأذهان".
ولفت إلى أن " الأوضاع في لبنان دفعتني لترك أغلى ما أملك وأسافر لأستطيع تأمين حياة كريمة لي ولأمي، فالأزمة في لبنان حرمتنا حتى من معايدة الأم في يومها، ولكننا نتسلّح بالصبر وننتظر الأيام علّها تحمل معها اللقاء قريباً.
وأضاف: " سامحيني يا أمي، فقد كانت غربتي على حساب دموعك وشوقك وخوفك عليَّ، ولكن ما بعد الصبر إلاَ الفرج، وما بعد الإنتظار إلاّ اللقاء".
وبدورها أشارت أم ناجي إلى أن " لا يمكن أن تمرّ دقيقة دون التفكير به بأكله بشربه بغربته بكل تفاصيله، فهو ولدي وقطعة من روحي، وأنتظر لقائه بشغف، وأتمنى لو يتغير الوضع في لبنان ليعود إليذ سالما ويبقى إلى جانبي لترمي دموعنا جانباً ويكون إلى جانبي طوال العمر".
وأردفت: " مبادرتكم أدخلت السرور إلى قلبي، ولو أنني صدمت على اعتبار أنني لم أخض هذه التجربة من قبل، لكنها كانت التجربة الأجمل ولا يمكن لشيء أن يمحيها من ذاكرتي".