هلَّ هلال شهر رمضان هذا العام على وقع الأزمة الإقتصادية الخانقة التي أرهق الشعب اللبناني، والذي سيعجز جزء منه عن تأمين إفطار كريم بعد عناء يوم كامل من الصيام، وذلك بسبب الغلاء الفاحش الذي ضرب معظم السلع الغئائية بالتزامن مع الإرتفاع الكبير للدولار الذي يتأرجح ما بين الـ 100 و الـ 140 ألفاً للدولار الواحد، وعدا عن ذلك، فإن غلاء المحروقات وخصوصاً الغاز،كل أزمة عند بعض المجموعات التي تعمل على تأمين موائد للفقراء، إذ تعجز أي مجموعة خيرية عن تأمين سعر قارةرتين من الغاز لتأمين الوجبات يومياً، وهذا ما عثّر مساعدة الفقراء إلى حدّ ما.
المغتربون كما أنّهم لم يقصّروا في سائر الأيام، كانوا على الموعد في تقديم المساعدة لمن يحتاج في شهر رمضان، إذ لم يبخلوا في إرسال المال لتأمين الوجبات للعائلات في عدد من البلدات اللبنانية، إضافة لتأمين المؤن والحاجيات التي يحتاجها كل بيت في شهر رمضان المبارك، من الحوم والدجاج إلى أطعمة السحور وغيرها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل يستطيع المغتربون الإستكرار بإرسال المال على مدار شهر كامل؟
المغترب الذي يعمل لقاء راتب محدود يمكنه أن يساعد بمبلغ لمرة واحدة على مدار الشهر ومثله عدد لابأس به من المغتربين، إنما لا يمكن الإستمرار بالمساعدة على نفس الوتيرة، وفي ظل الغلاء وانهيار العملة، فإنه من المؤكد أن العجز عن إستكمال العمل سيقع في الأيام الأخيرة من رمضان، وهذا ما جعل بعض الشبان في بلاد الإغتراب للعمل على جمع التبرعات تمهيداً لإرسالها في النصف الثاني من شهر رمضان، وذلك لإستكمال العمل الذي سيبدأ اليوم ويستمر طيلة أيام شهر رمضان.
موقع Diaspora on تواصل مع المغترب في الغابون رامي سلمان، الذي لفت إلى أن " قلب المغتربين على أهلهم في لبنان، وهذا ما بان واضحا من كم المساعدات التي أرسلت وسترسل تباعاً لتأمين الموائد الرمضانية للفقراء الذي تأثّروا بالأزمة المالية في لبنان وعجزوا عن تأمين الغذاء الكريم في هذا الشهر".
وأشار إلى أن " العمل مستمر ليلاً نهاراً لجمع ما تيسر من المال لتحويلها إلى لبنان، ورأينا تجاوباً كبيراً من المغتربين الذين يحاولون مساعدتنا في جمع ما يستطيعون من معارفهم، وهذا الأمر سيساعدنا في عدم التقصير أماما أهلنا وسنتغلب على الغلاء ونؤمّن الإفطار الكريم لأهلنا في لبنان".
وأضاف: " الوضع في لبنان سيء كثيراً، ونتواصل يوميّاً مع من يستلم منا المال في لبنان، ويعلموننا بأن هناك شباب تترك جامعاتها للبحث عن عمل لمساعدة أهلها، وأطفال تنام جياعاً، والأباء لم يعودوا قادرين على تأمين حاجيات بيوتهم، لهذا سنزيد من تحركاتنا على قدر ما نستطيع علنا نكون على قدر المسؤولية أما أهلنا".
وتابع: " عندما نرسل المال إلى لبنان تقوم مجموعة شبابية باستلامه وشراء اللحوم والدجاج وبعض المؤن وتوزيعها على أساس جدول خاص باسماء العائلات المتعففة كان قد أعدّ سابقاً، وسنعتمد هذا الأمر لأن كلفة تشغيل المطبخ وإعدادا الموائد عالية جداً، فسلكنا طريق تأمين الحاجيات ويبقى على أهل البيت طهي الطعام فقط".
وأردف: " ما نفعله القليل من ما هو متوجّب علينا، وسنستمر في دعمنا لأهلنا في شهر رمضان وسائر الأيام، ولن نسمح لشبح الغلاء أن يتغلب عليهم أو أن يحطّ ن عزيمتهم على مواجهة الصعاب".