رؤية الشباب لبلدان العالم تجعلهم يرفضون العودة إلى بلدهم.. المغتربة ياسمينا حسن: سهل على الشاب أن يعتاد على الغربة عند رؤيته لجمال الحياة في تلك البلاد  

خاص | | Saturday, March 25, 2023 10:46:00 AM

 

على وقع تراكم الازمات فيه، يشهد لبنان هجرة شبابية كبيرة تتمثل بالشبان الذين ما لبثوا أن بلغوا سن الرشد، وذلك بسبب انعدام العيش وتأمين المستقبل في لبنان، فلا التعليم بخير ولا العمل موجود، والعملة بأسوأ حالاتها، فهؤلاء الشبان الذين تفتحوا على أوضاع منهارة، لن يفكروا للحظة بالبقاء في لبنان، لأنهم رأوا بأم العين كل ما يحصل بسبب الأزمة، وهذا سبب رئيسي لهجرتهم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل سيفكر هؤلاء الصغار بالعودة يوماً إلى الوطن.

كثير من المغتربين اللبنانيين الذين هاجروا إلى مختلف بلدان العالم في السنوات الماضية، لم يكترثوا للعودة إلى لبنان، فمنهم من تأقلم مع بيئة البلد الذي يعيش فيه واندمج مع شعبه، ومنهم من اسس أعماله وعائلته في المهجر وقرر الإستقرار هناك بعيداً عن لبنان وأزماته ومشاكله، لكن المفارقة، هو أن الجيل الجديد الذي يهاجر في سن صغير، يسافر بالدرجة الأولى للهروب من الواقع المأزوم في لبنان، وهذا ما سيجعل عودته إلى لبنان صعبة إلى حد ما خصوصاً أن عمر شبابه سيجعله يعتاد على العيش بعيداً عن لبنان وخصوصاً أنه رأى بعينه أن بلاد الإغتراب تختلف عن لبنان أكثر من 160 درجة، من حيث العيش والعملة والنظام وغيره.

موقع DIASPORA ON تواصل مع المغتربة في كندا ياسمينا حسن، التي لفتت إلى أن " من السهل على الشاب أن يعتاد على الغربة إذا هاجر إليها في عمر صغير، إذ أنه سيرى في الغربة مكاناً جميلاً للعيش وفيه ما فيه من الرفاهية والأنظمة وفرص العمل وكل ما يطلبه الإنسان للعيش الكريم، وهذا ما يجعل الشاب بعيداً عن التفكير بالعودة إلى بلده الأم لأنه بات يرى الحياة وجمالها في الإغتراب ولن يعود إلى المكان الذي هرب منه بسبب الأزمات".

وأشارت إلى أن " على سبيل المثال، هاجرت في سن صغير، أكملت تعليمي الجامعي وحصلت على فرصة عمل مميزة هنا، وهذا ما ربطني أكثر بالحياة هنا، إضافة إلى أن كل ما يحتاجه المقيم متوفّر، وكل إنسان لا يطلب إلى أن يكون مستقبله مؤمّن بعمل لائق وحياةٍ كريمة".

وأضافت: " لا شك أن الشوق يبقى موجودا من حين إلى آخر، فالعيش في بلاد الإغتراب لا تعني نسيان الوطن الأم، لكن ساسة البلد وأفعالهم، جعلونا نخاف من التفكير في العودة إلى لبنان خوفاً إما من أحداث أمنية أو مالية أو حرب أو ما شابه، لأن هذه الأمور عشتها في صغري ولا أرغب أن تتكرر معي من جديد".

وأردفت: " لو أن السلطات في بلدنا تتخذ قرار النهوض في البلد، سيصحبح الأجمل، لأنّ لبنان بلد صغير، وتنظيمه وترتيب قطاعاته لا يحتاج كما تحتاج الدول ذات المساحات الكبيرة، لذلك الأمل في عودة لبنان يبقى موجود، لكنه مرتبط بجدية ابتعاد السلطة عن الفساد والتوجه لخدمة الوطن وشعبه بصدق نية وإخلاص".

الأكثر قراءة