عن عقود العمل طويلة الأمد والندم بعد الوصول.. المغترب ابراهيم ياسين: الإغتراب لمجرّد الهروب من الواقع، سيغرقك في بحر من الأزمات

خاص | | Tuesday, May 23, 2023 4:07:00 PM


بين الأزمة الرئاسية ونظيرتها الإقتصادية، يعيش الشعب اللبناني أيّاما عصيبة، منتظراً حلولاً لما يمر به من واقع أليم منقسم بين حياة الفقر في لبنان، وفقدان الأبناء الذين هاجروا بعقود طويلة الأمد، فباتت المعيشة لا تطاق، والبال مشغول على الأبناء الذين هربوا من هتمة الحياة في لبنان باحثين عن مستقبل في بلاد الإغتراب.

المتعارف عليه، أن المغترب يعود لزيارة أهله في بلده بعد سنة من سفره، لكن الشباب الذين يسافرون في هذه الأيام هرباً من الواقع المأزوم في لبنان، يتحكم بعقودهم اصحاب الأعمال، على اعتبار أنهم يعتقدون أن كل من يسافر من لبنان سيقبل بأي شرط قد يفرضونه عليه، ومن ضمن هذه الشروط العقود الطويلة التي تمدّ رحلة المغترب من سنة إلى سنتين أو ثلاث.

يسافر المغترب متحملا البعد وطول أمد السفر، لكن بعد مدة من التواجد في الغربة، يشعر أنه مكبّل، ولا يستطيع التطور في عمله أو تأسيس عمل خاص به، وذلك لإرتباطه بعقد لعدة سنوات مقابل راتب محدود، فلا يستطيع التحرك أو التطور أو تبديل العمل.

موقع Diaspora on تواصل مع المغترب اللبناني في الكونغو، ابراهيم شحرور، الذي لفت إلى أن " مضى عدة أشهر على تواجدي في الغربة، لكن من المبكر الحديث عن العودة إلى لبنان، لأن ما تبقى هو أكثر من سنتين ونصف لأستطيع زيارة بلدي، كنت متحمساً، واعتقدت أن الخروج من البلد هرباً من ما يمرّ فيه سيكون حبل نجاة لي ولمستقبلي، لكن للأسف، علقت في الغربة، فلا أستطيع الإنخراط فيها وتأسيس شيء خاص بي، ولا أستطيع العودة".

وأشار إلى أن، لم أكن أكترث أنني سأبقى مدة ثلاث سنوات على راتب محدود، لكن على الأرض، أيقنت أنني ابتلعت الطعم، وأصبحت خاضعاً للأمر الواقع، والذنب أتحمله وحدي، لأنني عندما فكرت بالسفر، فكرت به لأنني كنت أريد الهروب من واقع لبنان، وقبلت بكل الشروط، وهذا لأنني لم أكن أنظر إلى الأمام، ووقعت في شر أخطائي".

وأضاف:" الكلام الآن لم يعد يجدي نفعاً، لكنني لا أريد أن أرى أبناء بلدي يشربون من ذات الكأس الذي شربت منه، لهذا أنصحهم بالتفكير جيّداً قبل السفر، وعدم الإستخفاف ببنود العقود وغيرها، لتفادي الشعور بالندم في وقت لاحق".

وأردف: " على كل من يريد الهجرة، أن يضع هدفاً ويسير على أساسه، لأن الإغتراب لمجرّد الهروب من الواقع، سيغرقك في بحر من الأزمات".

الأكثر قراءة