كثير من الشباب اللبناني المهاجر، يعمل لقاء راتب شهري محدود، وسبب هجرتهم هو الحصول على هذا الراتب، المقبول الى حد ما، وذلك لان الرواتب في لبنان لم تكن يوما على قدر تطلعات مستقبل الشباب، ان كان قبل الازمة الاقتصادية او خلالها، فالشاب المتخرج من الجامعة، يصطدم براتب ٤٠٠ او ٥٠٠ دولار شهريا في لبنان، بينما يتقاضى ضعفهم في الخارج مع بعض المخصصات، وهذا ما يساهم في هجر الشباب وشهاداتهم.
الشاب الجامعي الذي يهاجر ويحصل على فرصة عمل يتطور من خلالها في عمله وراتبه وخبراته، من الطبيعي ان يرفض العودة الى لبنان في اي يوم من الايام، فالعودة ستكون الى مكان لا يقدر خبراته من الناحية العلمية، ولا يفيه حقه من الناحية المالية، وهذا السبب الابرز لبقاء الشباب في الخارج ورفضهم فكرة العودة الى ببدهم الام، لانهم سيعودون ليبدأوا حياتهم من نقطة الصفر.
قبل الازمة وبعدها، عقدة الشباب مع العمل والرواتب في لبنان لم تتغير، وطريقة تعاطي الدولة مع الشعب والشباب وطموحاتهم، تبيّن ان الواقع المتردي مستمر، ولا افق لاستقطاب الشباب المهاجر للعودة الى وطنهم، فتامين الاعمال ورفع الرواتب اهم الخطوات التي يجب اتخاذها لنجاح هذا الاستقطاب، ان حصل، والا ستبقى ادمغة الشباب ثروات لدول الخارج، يستفيدون منها ويؤتونها حقوقها بعدل.
الشباب الجامعي، لا يمكن له ان يفكر بالبقاء في لبنان، ان لم تتخذ الدولة اجراءات جذرية تحول في الاستفادة من طاقات ابناء البلد، والا سنبقى نحتفل بانجازات ابنائنا في الخارج، دون ان نشتفيد منها داخل البلد.