مهما حلق البلد في عالم الشهرة والمال، ومهما اتُّخذ مثال في الإعلام وعلى الشاشات العالمية، تبقى المشاكل في أروقته الداخلية موجودةً لتفضح بعضٌ من الأخطاء التي ترتكب على حساب الشعب القطري والوطن، ويبقى هناك من لا يخفي حقيقة الأخطاء التي يراها، ليبوح بها قاصداً التغيير نحو الأفضل، لكن عند نطقه بكلمة الحق يصبح بنظر الأمير مرتدّاً وعميلاً ومحكوما بالمؤبد والاعدام وملاحق بسبب تفضيل الحق على رؤية الباطل".

دولة قطر التي عامت على وجه العالمية خصوصاً بعد استضافتها لكأس العالم الأخير، لم تخلو أروقتها من الأزمات السياسية الكبيرة التي تحلّ حسب رغبات من يحكم البلاد، فكل الهمّ في هذه الحلول أن تبقى العائلة حاكمة، وأن تبقى الأزمات بعيدة عن المسّ بالعرش الأميري حتى ولو هجّر كل سكان البلاد.

موقع Diaspora on أجرى مقابلة مع الناشط القطري الحقوقي عبدالله المالكي المتواجد في العاصمة السويسرية برن، والذي كشف ما هو خطر على الدولة وخصوصاً في أفعال بعض الوزراء والتعيينات وصولاً إلى الأزمات السياسية والفساد الذي يطال الأمير تميم بن حمد آل ثاني نفسه.

لماذا غير تميم بن حمد آل ثاني رئيس الوزراء خالد خليفة عبد العزيز آل ثاني؟

المالكي لفت إلى أن " الديكتاتور تميم بن حمد آل ثاني قام بتغيير رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية خالد خليفة عبدالعزيز ال ثاني، الذي يعتبر أسوء رئيس وزراء ووزير داخلية في تاريخ قطر بعد رئيس الوزراء الاسبق حمد جاسم جبر ال ثاني، وذلك لان اي تحقيق معه سوف يكشف علاقته وعلاقة تميم بالفساد الاوروبي بشكل اوضح، وقد ضحى الديكتاتور تميم بأقرب المقربين في عصابته الاجرامية من اجل الحفاظ على ماء وجهه".

ما الهدف من تعيين وزير الخارجية رئيساً لمجلس الوزراء؟

أشار إلى أن "تعيين وزير خارجية نظام تميم حمد، الوزير محمد عبدالرحمن ال ثاني كرئيس للوزراء ووزير الخارجية، فالهدف من ذلك حمايته من التحقيق والمساءلة، وخصوصاً بعد ورود انباء عن استدعاءه للتحقيق واستدعاء موظفين بالخارجية القطرية التي يترأسها، وموظفين بالحكومة القطرية للتحقيق بتهم الفساد والرشوة لنواب واداريين في البرلمان الاوربي، وخاصة ان المسؤولين الحكوميين القطريين ممنوعين من دخول البرلمان الاوروبي حتى انتهاء التحقيقات الجنائية بالفساد والرشاوي في فضيحة قطر غيت".

كل التغييرات على علاقة بفضيحة قطر غيت

وأكّد أن "
كل التغييرات التي جرت والتي ستجري في قطر خلال الفترة القادمة لها علاقة مباشرة بفضيحة قطر غيت التي شوهت سمعة بلدنا بسبب سياسات النظام القطري الحالي الحاكم، فقد استفردا الإبن الحاكم وأبوه قبله بكل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ووسائل الاعلام وثروات الشعب القطري العظيم، وكما هو معروف فالسلطة المطلقة هي مفسدة مطلقة".

منصب وزير العمل في خطر

وتوقّع المالكي أن " ان يضحي نظام تميم بوزير العمل علي صميخ المري والذي كان رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الانسان فيما سبق والذي تمت الاشارة اليه كثيرا في فضيحة قطر غيت ، في اي وقت، وخاصة انه ليس من عائلة آل ثاني من جهة، ولم يضحي به نظام تميم هذه المرة لكي يعطي انطباع ان التغييرات ليست لها علاقة بفضيحة قطر جيت من جهة أخرى".

وما رايك بتعين شقيق تميم ، خليفة حمد خليفة آل ثاني وزيرا للداخلية ؟؟

وأسِفَ لتعيين "خليفة حمد خليفة ال ثاني شقيق تميم وزيرا للداخلية في قطر، فهذا الوزير الجديد متهم بالفساد والانتهاكات بالولايات المتحدة الامريكية الصديقة، وهذا يعيدنا لموضوع السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، فمن خلال سلطة تميم المطلقة يتم كل هذا الفساد، فهل يعقل ان المتهم بالفساد والانتهاكات يصبح وزيرا للداخلية؟ لكن الحاكم يريد تحصينه من الملاحقات الجنائية.

وأردف: "

الوضع في بلدي قطر مستمر بالتدهور أكثر نحو الفساد وانتهاكات حقوق الانسان، وما زال نظام تميم يستخدم سلاح الإرهاب والتخوين ضد القطريين الذين يعبرون بآرائهم بصدق باوضاع بلدهم قطر والامثلة على ذلك كثيرة .

و الحل من وجهة نظرنا تغيير النظام من جذوره بشكل سلمي واقامة نظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان وكرامته ويكافح الفساد".